أتذكر الحملة الصحفية المحلية التي قادتها الأقلام الرياضية، بعد خسارة نهائي كأس آسيا 1996، من بعض الأقلام التي لا زالت تكتب إلى اليوم، وهي حية ترزق أمد الله في عمرها.. كان اسم الحملة «تفنيش إيفتيش»، على الرغم من وصولنا إلى المباراة النهائية، إلا أن الغالبية لم ترحم المدرب الكرواتي، وازداد الضغط على اتحاد الكرة الذي كان محبطاً حينها، بسبب خسارة أغلى لقب على مستوى القارة، فأصدر القرار المطلوب وأقيل «إيفيتش». واليوم بعد أن خسرنا نصف النهائي مع جيل مكمل لجيل المبدعين في التسعينيات، لم تظهر مطالبات بإقالة مهدي.. وأنُتقد المدرب ولكن على استحياء، وظهرت ردة فعل الغالبية هادئة للغاية، سواء على المدرب أو اللاعبين، ولكن هل هناك ما يمنع من انتقاد مهدي علي،.. وهل يشعر هو أن له فضلا على كرة الإمارات، إذاً فلماذا لم يقدم حتى ربع اعتذار للشارع الرياضي، أو ليس هو نفسه الذي شن هجومه على الجماهير، لأنها لم تحضر مباراة أوزبكستان الودية كي يبعد الأنظار عن نتيجة الخسارة و«يغير» موضوع الرباعية الشهيرة، أم إنه حبكها «صح»، وقال إن الهدف هو الوصول لمربع الكبار، حتى يظهر أمام المجتمع بأنه حقق أهدافه.. فهل نسي ما كتبه على اللوحة في غرفة الملابس، وكانت من ضمنها كأس آسيا.. وليس نصف النهائي، فما الذي جعله يتخلى عن حلمه بهذه السهولة وخرج يبرر الخسارة بكل برود. السؤال الآخر يتجه إلى الأعضاء الذين أصبح دورهم بعد الخسارة في إصدار التعليمات للشارع الرياضي والإعلام وتمعنوا في التصريحات التي تنشرها صحفنا كل يوم.. أحد الأعضاء يقول: «لا تقسو عليهم» والآخر يردد: «لا يستحقون الانتقاد»، والثالث يقولها بكل ثقة: «لا تعلقوا المشانق»، مواكباً لتصريح: «لن نذبح المنتخب».. فما هذه التوصيات الغريبة للساحة وكأن الشارع الرياضي حول الخسارة لقضية جنائية، وقدم بلاغات في الشرطة والنيابة على اللاعبين بسبب خسارة أستراليا. مهدي علي أفضل من يقود المنتخب، ولن نختلف على ذلك، واتحاد الكرة بكل أعضائه وموظفيه كفاءات نثق بها، ولكن لماذا ردة الفعل العجيبة هذه بعد الخسارة، لم هذه المبررات غير المقنعة. عموماً، نحن في «الاتحاد»، سنقف مع المنتخب والمدرب والاتحاد من دون وصاية من أحد ولن نتسبب في «كهربة» الشارع وإشعال الساحة ولن نعيد «حملة تفنيش إيفتيتش» مجدداً. كلمة أخيرة عزيزي رئيس الاتحاد الموقر «لا تذبح هذا المنتخب»، ولكن يبدو أن منتخبات المراحل متمثلة في الأولمبي والشباب والناشئين، بسبب نتائجهم الأخيرة في طريقهم لأقرب مقصلة، فمن السبب هذه المرة.