تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، افتتح الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أعمال الدورة الثانية للقمة الدولية لمكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت، والتي تحتضنها عاصمتنا الحبيبة بمشاركة إقليمية ودولية واسعة. جاء استضافة الدورة بهذا الزخم والاهتمام والرعاية السامية الرفيعة تجسيداً لرؤية القيادة الرشيدة في بناء المجتمع المستقر الزاهر، وما تحظى به الطفولة من أولوية ورعاية باعتبارها من أهم مكونات المجتمع والرهان المستقبلي له على المدى البعيد، فأطفال اليوم رجال وأمهات الغد عقول وسواعد بناء مستقبل الأوطان والأمم. وجاءت كلمة سمو الشيخ سيف بن زايد في القمة التي تختتم اليوم تحت شعار «نحن نحمي» لتؤكد ثوابت الرؤى والسياسات التي انطلقت منها الإمارات في بناء وتنمية المجتمع، وهي تمد يدها نحو بقية المجتمعات لأجل تعزيز السلم والاستقرار في أحد جوانبه الأساسية والمهمة، ونعني جانب الطفولة والأسرة، وحماية الأطفال من أية صور من صور الاستغلال من خلال الشبكة العنكبوتية ووسائل ومواقع التواصل الاجتماعي، ومختلف تقنيات العصر التي يصر البعض اليوم على توظيفها لأغراضه المريبة ومآربه المريضة. كما جعل آخرون من تلك الوسائل مصايد لتضليل الأغرار وجرهم إلى مهالك الردى بجرهم إلى أوكار الرذيلة والمخدرات، ونحو توجهات التطرف والإرهاب. وفي هذا الإطار جاءت كلمة سموه خلال الجلسة الافتتاحية لتجدد موقف الإمارات المبدئي والحازم في الحرب على الإرهاب، والوقوف مع كل قوى الخير، في التصدي لهذه الآفة. ولا سيما مع فرنسا الصديقة التي استهدفها الإرهاب مؤخراً، وذلك من أجل المشاركة والإسهام في «اجتثاث قوى الشر والظلام»- كما قال سموه-. ولعل من الصور الزاهية التي استأثرت بإعجاب المشاركين، لقطات مشاركة عدد من أطفال الإمارات، وحرص سموه بحنو على وقوف أحدهم معه على المنصة، وحديث بعضهم، وما يمثلون من طفولة آمنة سعيدة، تنظر للمستقبل بثقة وتفاؤل وأمان واطمئنان. قيمة هائلة لا تتحقق أو تصنع بالشعارات الجوفاء البراقة، وإنما بالعمل والجد والاجتهاد، وتحقق بفضل من الله ورؤية قيادة حباها هذا الوطن وأنعم عليها بالحكمة والنظرة الثاقبة والبذل والعطاء لأجل صالح الوطن والمواطن والأجيال القادمة، والتعاون مع الجميع لسلامة أطفال وشعوب العالم.