أعلن علماء ألمان، عن اكتشاف كوكب جديد يشبه الأرض في مكوناته الطبيعية، ما يجعله صالحاً للحياة البشرية.. ويا ليتهم ما بشروا وما أخبروا، فلا تزال معاول البشر تهدم وتضرم نار الخراب والعذاب واليباب، وعدم الاستتباب على كوكب لو فكر الناس جميعاً بالعقل، لأصبح جنة خالدة.. الكوكب الجديد لن يكتفي ولن يفي بالغرض، ولو اجتهد العلماء وثابروا وبادروا وساوروا وجاوروا كواكب الكون كله، وجاؤوا بها إلى هنا، إلى حيث يتقاتل البشر، ويتصارعون فلن يكتفوا بهذا ولن يكفوا عن الصراع، لأن العدوانية البشرية ضربت أطنابها، وصارت جزءاً من حياة ووسيلة عيش، فالعقل البشري منذ أن تخلى عن إنسانيته، ودخل في محافل السباق الآلي، فإنه أخرج الناس جميعاً من إنسانيتهم المتحضرة، إلى حيوانيتهم المتأخرة، الأمر الذي يجعل التفاؤل مجرد وهم طفولي وخيال بدائي لا قيمة له. ومن ينظر اليوم ويراقب المشهد يرى أن لا جدوى ولا قيمة لكل الاكتشافات والتباشير، لأن البشرية ذاهبة إلى حيث العبث، متوغلة حتى النخاع في تلافيف حقد وكراهية هي من أصل الافتراس الحيواني، جلبت عنوة إلى البشر، احتفاءً بالأصول التاريخية التي بشَّر بها دارون، واعترضنا عليه واختلفنا ورججنا الأرض رجاً، فإذا بنا نصدم بالحقيقة. ولو بعث دارون حياً، ورأى ما رأى، لصفق وهلل وقال لرديفه فردريك نيتشه، أنت على حق، وأنا كذلك.. قبل يومين، صدمت بمشهد لا نراه إلا في الخيال العلمي، أو في الكوابيس، فقوات الحشد الشعبي في الفلوجة تسوق حشداً من أبناء السنة، وتسومهم العذاب الأليم، ويقول أحدهم لقد جاء وقتنا لننتقم.. فأي فكر شيطاني هذا، أي بذرة جهنمية، زرعته في أذهان البعض، ليصبح الإنسان الشريك في الوطن والتاريخ والدم، عدواً لدوداً، فقط لأنه من ملة أو طائفة معينة، وأن عقيدة هذه وقعت ضحية أوباش تسلقوا على ظهور البشر، لينصبوا أنفسهم أولياء وأوصياء. يسومون الناس سوء العذاب، ويستغلون جهل البعض، ويلقنونهم أفكاراً لا تمت للعقل بصلة.. وإذا كانت الحال كذلك، فما قيمة الكواكب والنجوم؟ فالإنسانية بحاجة إلى صدور واسعة وعقول لامعة، ونفوس تخرج من المعمعة، لتدخل في فناء الكون الواسع، بشفافية التعاطي مع الآخر من دون عقد ورواسب عقائدية، طائية شوفينية، عرقية لونية.. فلا لون للإنسان إلا لون الحياة، وطائفة الأرض، وعرق آدم وحواء.. فيجب أن نكتشف أنفسنا قبل أن نكتشف ما بعد كوكبنا. Ali.AbuAlReesh@alIttihad.ae