بين الإعلام والأعلام.. هناك فارق.. الأول هو الوسيلة والورق والحبر والكلمات، والثاني هم أولئك المتلقون.. هم تلك النُخب التي تترصدنا أو تنتظرنا.. ترتضي بضاعتنا أو ترفضها، وبناء على معطياتها، يكون قرار العقل الجمعي، الذي يتحرك دون وعي أو بعاطفة تجاهنا أو بعيداً عنا، ولكن بقدر. أمام هذه الإشكالية الدائمة التي تكلف الإعلام أحياناً ثمن أن يشرب من نفس كأس النقد أو المدح، تأتي رسالة الشكر التي وجهها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس النادي الأهلي، لأسرة الإعلام الرياضي، في توقيت مهم، ولترسي دعائم حالة، على الطرفين أن يتمسكا بها، سواء الإعلام أو الأعلام، وهي حالة الشراكة التي تحدثت عنها كثيراً، حين أكدت أكثر من مرة أننا كإعلام ومسؤولي أندية وهيئات رياضية ومهتمين بها، شركاء لا فرقاء، وتلك الشراكة يحكمها مبدأ الحرية المسؤولة وإعلاء المصلحة العامة، والعمل من أجل غايات كبرى، لا يجب أن يفسدها بأي حال هدف أو تسلل أو ضربة جزاء.. النتيجة الكبرى أهم.. الوطن. موقف الإعلام الرياضي مع الأهلي ومن قبله وأثنائه مع المنتخب، ليس خياراً ضمن خيارات متاحة، لكنه فرض وواجب، وهو بديهية، لا أذهب بعيداً إن قلت إنها ليست محل الاختبار لوعي ومساندة الإعلام؛ لأنها مساندة للوطن، ممثلاً في منتخبين، الأبيض والأهلي، وهو موقف لا نحتاج حين نجلس أو نخطط أو نرتب له إلى نقاش فيه؛ لأنها الفكرة العامة والأساسية والتي تقفز من الصدور إلى الورق. إشادة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، التي نقلها عبدالله النابودة رئيس مجلس إدارة الأهلي إلى ممثلي أسرة الإعلام الرياضي، هي وسام على صدر كل من ينتمي إلى ساحتنا، وهي إشارة مهمة بأن الإعلام لديه من الوعي ما يمكنه من قيادة دفة توجيه الرأي العام، والأهم أنها إشارة بأن قادتنا يتابعون وينغمسون في التفاصيل، ولا تشغلهم الشؤون الكبرى عن متابعة معطيات الساحة بكل أشكالها، وهذا ليس جديداً على سمو الشيخ حمدان المعروف بمحبته للكلمة والكتابة، وهو شرف تباهي به صاحبة الجلالة وكل المنتمين لمهنة الحرف. لم يكن استدعاء محطات الخلاف بين الإعلام ونُخب الرياضة وارداً وأنا أكتب عن مناسبة سعيدة للإعلام الرياضي، لكن أجمل ما في تلك الحالة أنها أكدت أن الخلاف لم يكن يوماً خلافاً، لكنه كان اختلافاً في الرؤى أو في التوجهات، لكن الأرضية الثابتة متجذرة في هذه الأرض.. نختلف حول نتيجة أو قرار أو مباراة.. هذا مطلوب ووارد ومحبذ ليستمر الحراك وليصبح للأشياء طعم ونكهات، لكننا نتفق دائماً فيما لا يجوز أن نختلف فيه.. نتفق حول الوطن، أرضاً وعلماً وقادة وشعباً.. نتفق في المحبة، وهذا يكفي. *?*? كلمة أخيرة: وسام الكبار عز وفخار.. كلمات الكبار قانون ولائحة ودافع للتفوق.