نعلم وتعلمون أن المسألة ليست في مباراة المنتخب التي مضت مع تيمور الشرقية، والتي حسمها «الأبيض» بثمانية أهداف، أو مباراة ماليزيا التي تقام الثلاثاء المقبل، ولو كانت فيهما لما كان لقضية التأهل والصعود معنى، فمن أتعبته تيمور وشغلته ماليزيا أمامه زمن طويل ليحلم. نعلم أن المسألة وأن المعضلة في فلسطين والسعودية، وإن شئتم الدقة هي في السعودية فقط.. تلك التي تسبقنا بثلاث نقاط حتى الآن، وهي مؤهلة مثلنا لعبور القادم أمامها، لتظل المسألة في المباراة التي تجمعنا هنا، والتي تختزل التصفيات وتختبر الطموحات، وتكشف عن النوايا والإمكانيات، والأخضر يستحق أن يكون مسألة وأن يكون معضلة، مثلما من المؤكد أنه يرى من جانبه أن المعضلة والمسألة هي الأبيض الإماراتي. تيمور الشرقية وماليزيا إلى حد ما أشبه بمقبلات الكرة، وليس أدل على ذلك مما شاهدناه في مباراتنا أمام تيمور والتي انتهت بثمانية أهداف، وكان بالإمكان رفع الغلة أكثر من ذلك، وهذا الرصيد الذي حققناه أسهم وحده في رفع أهداف منتخبنا إلى 20 هدفاً في خمس مباريات وهو معدل عال، أسهمت فيه تيمور، وأعتقد أنه سوف تسهم بالقدر ذاته للأشقاء السعوديين الذين يواجهونها الثلاثاء المقبل. ما يعنينا قبل الوصول إلى المسألة أو المعضلة، وهي مواجهة الشقيق السعودي في ختام المرحلة الحالية من التصفيات 29 مارس، أن نجعل من المباراتين المقبلتين تمهيداً للصدام الأهم، سواء على صعيد تجربة اللاعبين بحساب وقدر بالطبع، أو تجربة الخطط والبدائل، وكذلك على صعيد الجماهير التي تواجدت بنسبة لكنها ليست كل ما نتطلع إليه، والمفترض مع الوصول إلى مواجهة الأخضر أن تمتلئ المدرجات عن آخرها، وأن يدافع الجمهور كما المنتخب عن حلمه وطموحه بالتواجد على الأراضي الروسية في 2018. هذا الكلام لا يعني ألا نلقي بالا لبقية المنافسين ولا نهتم بهم، ومن بينهم بالطبع الشقيق الفلسطيني الذي يتطور بشكل ملحوظ وكان عقبة واضحة في مشوار التصفيات حتى الآن، سواء لنا أو للمنتخب السعودي، ولا تمثل مسألة الأرض فارقاً مهماً بالنسبة له، ولكن ما عنيته أن من يرد الصعود ومن يرد التأهل فعليه أن يقيس حساباته وطموحاته بأعلى المنافسين، وحتى الآن، فإن «الأخضر» هو المتصدر بفارق ثلاث نقاط عنا، ونتوقع له حتى نلتقيه أن يظل على حاله، فليس علينا أيضاً سوى أن نظل على حالنا، وأمامه ستكون الفرصة بأيدينا والدفاع عنها بأيدينا.. على أرضنا وبين جمهورنا.. في ختام التصفيات بل ومن الآن، علينا أن نقاتل من أجل النقاط التسع.. أن نكون أو لا نكون.. تلك هي المسألة. كلمة أخيرة: الغايات الكبيرة.. من الطبيعي أن تمضي إليها في طرق وعرة.. يليق بها أن تتعب من أجلها.