جالساً على صخرة النسيان وقد تجاوز السبعين. الرجل الحكيمُ ناداني مرة وراح يكتب بعصاه على الرمل عشرين لا، وكنتُ أظنها نعم. لا للسلام، ما دمت تحمل السكين وتحفر الآلام. لا للكتاب، إن لم يوقظ في حناياك شغف الذهاب. لا للحب، حين يصير جرحاً ويشعل في الروح الأسى. لا للوردة، إن كان بينك وبينها، فم التمساح. لا للصداقة، يوم تُبنى بالهشاشة ويهدمها بعضُ خصام. لا للأسرة، إن لم ترم إطعامها وأنت تسكن في خراب. لا للنور، إذا لو جاء أعماك. لا للصدق، إن كانت الحربُ النتيجة. لا للمصافحة، لمن يحمل خنجر الغدر. لا للقلم، إذا راح يجرحُ نازفاً فيكَ الألم. لا للشمس، إن جاءت لتحرق ما زرعته بالأمس. لا للماء، وهو عكرٌ وملطّخٌ بدماء. لا للمال، إلا من حلال. لا للمطر، إن كان يتبعه سيلُ الخطر. لا للمغني، إذا غصّ يوماً بالنشاز، وأخرسهُ التمنّي. لا للجاه، إذا أفقدك الحب، وصرتما كلٌّ في اتجاه. لا للأمل، إن كنتَ تستجديه بلا عمل. لا للحرية، إن لم تكن لكل البشريّة. لا للحنين، إذا سوّاك تبكي بأنين. لا لـ(نعم)، التي يتبعها الندم.