«سوف نحارب هذا المرض وننتصر عليه.. جميعنا سنهزمه».. بهذه الكلمات كانت ترد (جين وايلد) حبيبة هو كينج على والده حين طلب منها الابتعاد عن ولده عندما بدأ مرض «التصلب الجانبي»، وهو مرض ينهي فعالية العضلات في الجسد، يداهم الفيزيائي العبقري ستيفن هو كينج الذي طلب بدوره من حبيبته ان تبتعد عن طريقه وتحدق في الحياة، تفتح صفحة جديدة وتمضي، لأن المرض الذي بدأ ينسج خيوطه في جسده لن يبقي من الجسد أي شيء سوى الدماغ الذي لن يمكنه كذلك توصيل أي شيء من أفكاره التي ستبقى مكتومة في تجويف الجمجمة، وأن العمر لن يزيد على سنتين يعيشهما ثم يفارق الحياة. في وجه كل هذه العاصفة التي ضربت حياة هو كينج وهي في بداية توهجها العلمي وقفت (جين وايلد) لتتحدى كل شيء من أجل مشاعر الحب الجليلة التي تسكن فيها ومن أجل الشُعَاع الجذاب في الرجل الذي يوشك أن ينحسر. يحدث هذا في فيلم «نظرية كل شيء» الذي يعرض حاليا في دور العرض السينمائي المحلية ويحكي جزءا من بدايات الفتوحات العلمية الفيزيائية لستيفن هو كينج لعب دوره الممثل (أيدي ريدماين) الصاعد سلم النجومية ليكون له حيز بين الممثلين الكبار. يقدم الفيلم قوة الحب التي يمكنها أن تغير كل شيء حتى الأقدار المحتومة من قبل الطب، حين تضيء هذه القوة المشاعر وتبدد الظلام، تلمس الأشياء وتحولها الى فكرة عميقة ترسخ وتحقق الفارق غير المتوقع على الإطلاق. يعرض الفيلم بأداء وتصاعد درامي مميزين تفاصيل مهمة من حياة هو كينج، تفاصيل تتعلق بالحب والحياة بخطوطها الصغيرة والكبيرة وكيف يصر هوكنج وهو يفقد قدرة الحركة شيئا فشيئا ألا يفقد حس الفكاهة والمرح.. وهو يفقد القدرة على الكلام ألا يفقد القدرة على التفكير، وعندما يشاهد حبه يوشك على الانهيار ينتشله من الغرق. فبقدر ما يقدم «نظرية كل شيء» جزءاً من سيرة هو كينج، يقدم كذلك قوة الحب وقدرته على تحقيق المعجزات، يقدم قوة الأمل وهو يعيد تشكيل الحياة، حيث الحب والأمل هما أشد حاجات البشرية في هذا العالم الذي تشوه كثيراً.