صورة زاهية في الإمارات حضرت أمس في مشهد عاطفي رائع ومؤثر على المستويين الفردي والشعبي، حينما عاد أفراد القوات المسلحة من اليمن بروح شامخة وهم يمتطون عرباتهم ويلوحون لأبناء الوطن بفرح عظيم بالعودة إلى الديار والأهل والأحباب ظافرين معززين. كم كانت ابتسامتهم جميلة ورائعة، وكم نحن فخورون بأن لهذه الإمارات العزيزة رجالاً يظهرون في الشدائد ليقولوا للطامع والقاصي والداني إن الإمارات محمية برجالها الذين غرسهم باني ومؤسس هذه الدولة. نعم كان الخطر يأتي من جنوب الجزيرة حيث باض وفرخ كسرى والمجوس، وقد صدقت قصيدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (رعاه الله) من بدايتها إلى منتهاها.. وشخصت هذا الخطر عندما قال في بعض أبياتها: «ومن صاحب إبليس شاف الخسار/ ولهُ الشهب مع صاحبه ترجما/ وراعي الجهل دايماً في عثار/ تغره ظنونه ويتوهما». تقدم القصيدة تشخيصاً حقيقياً ووصفاً دقيقاً لهذه المأساة والحرب في اليمن، وما فعله فيها الحوثي وعفاش من خراب ودمار بمعاونة أدوات القتل والتخريب التي زرعوها على اتساع رقعة اليمن، ثم تقدم القصيدة تحية وترحيباً بأبناء الإمارات الجند الذين لبوا وقدموا تضحيات كبيرة ثم عادوا منتصرين: «أسود الجزيرة حماة الديار/ قضوا شفنا وارجعوا للحمى» تلك قصيدة تعبر بصدق عن الجميع الذين يفتخرون بالأبطال جنود الإمارات، والمفيد أن هذه الحرب وهذه الشدائد وضحت للجميع من أين يأتي الخطر، وما يجب مراجعته وفي رفع الروح الوطنية وتحديد وتدقيق كثير من القضايا. أما الصورة المؤثرة والصادرة من أب حنون وقائد مقدام عطوف مثل مؤسس هذه الدولة، الصورة الخالدة التي ستظل في ذاكرة الجنود الأبطال وأبناء الإمارات، هي احتضان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أبناءه الجنود بروح الأب وبصدقية منقطعة النظير وبعاطفة جياشة ومؤثرة عندما حادث ذلك الفتى ثم قبله على جبينه. إنها عاطفة لا يفعلها إلا الكبار والرجال العظماء. نعم إننا نشعر أن الوطن في عهدة أبطال يدافعون عنه عند الخطر والخطب، وما علينا غير أن نكون على أهبة الاستعداد للعمل والفرح والاستعداد الدائم والاطمئنان أن العدة والجند والعتاد في جاهزية تامة، وأن يكون الاعتماد على الأبناء الذين غرسوا فيها مثل نخيل أجدادهم وبيئة جبالها ورملها وبحارها، ومن لا جذور له في هذه الأرض لا أمان له.