منذ أيام تم افتتاح معرض دبي للطيران، ليكون بذلك قد أمضى سنوات طويلة في خدمة صناعة الطيران بنجاح، متصدراً موقعاً مهماً بين معارض الطيران حول العالم. ويبدو أننا الآن في هذه الفترة التي نعيشها نجني ثمار الأفكار والمبادرات التي انطلقت قبل عقدين من الزمان، مما يجعلني أتوقف كثيراً وأنا أرى هذه المعارض الدولية العالمية على أرض الإمارات. كان أول معرض للطيران في دبي قد أقيم في عام 1986، تحت اسم معرض الطيران العربي، وكان حينها معرضاً تجارياً صغيراً للطيران المدني، كانت الفكرة وقتها غريبة أو غير تقليدية، حيث كانت معارض الطيران في العالم كبيرة وضخمة بحيث لا يجرؤ أحد على منافستها، وكان إقامة معرض للطيران في دولة عربية محاولة جيدة ولكن مكتوب عليها الفشل بكل المقاييس. عندما تدخل إلى المعرض الآن يجب عليك أن تشعر بالفخر، وأن تدرك أنك أمام إنجاز كبير ومثابرة على الوصول إلى الهدف، فها هو العالم بأكبر شركاته ومصانعه العالمية يحرص على المشاركة في هذا المعرض. عشرات الآلاف من الزائرين، والمئات من العارضين من دول العالم الصناعية الكبرى، والدول التي تنتج صناعات وتكنولوجيا متعلقة بالطيران، بينما تتم تغطية المعرض إعلامياً بوساطة أكثر من 1000 وسيلة إعلامية حول العالم، تجد في المعرض مادة إعلامية جديدة ومتنوعة تستحق التغطية والعرض لملايين المشاهدين والقراء حول العالم. صار المعرض جزءا من الأجندة الدولية للطيران، وتعقد خلاله أكبر صفقات العالم في صناعة الطيران. حتى إن بعض الشركات لا تعقد صفقاتها لشراء الطائرات والتكنولوجيا الجوية إلا من خلال المعرض، وتنتظر كل عامين لتعلن للعالم صفقاتها من دبي. من يعرفون صناعة الطيران جيداً يدركون القيمة الحقيقية لهذا المعرض المقام على أرض الإمارات، ويدركون مدى الصعوبات التي يمكن أن تواجه معرضا ناشئا صغيرا في مواجهة معارض العالم الدولية، حتى يصل إلى هذه المكانة. تحية لكل من شارك في تحقيق هذا الإنجاز.