عندما تسقط الأقنعة وتنكشف الشعارات يكون السقوط مدوّياً لمؤسساتٍ وجهاتٍ تمطرنا ليل نهار بنصائحها ودعواتها عن حقوق الإنسان والمهنية والمصداقية. وذلك كان حال منظمة تطلق على نفسها «هيومان رايتس ووتش» وأتمسك بتسميتي لها « هيومن لايز» ـ أي أكاذيب بشرية، وهي تصرُّ على لي عنق الحقيقة لتوظيفها لتوجهاتها وأجنداتها المشبوهة تجاه الإمارات ومجتمع الإمارات وقيمه المستمدة من العقيدة الإسلامية الغراء، وعاداته وتقاليده العربية الأصيلة. ومضت معها على ذات الموجة هيئة الإذاعة البريطانية التي تهاوت، أي مصداقية ومهنية لطالما تغنت بها، بإصرارها على توجيه الإساءة تلو الأخرى للإمارات وأهلها، تحت شعارات براقة من وزن حرية التعبير، والرأي والرأي الآخر، وهم أول من يعرف في الغرب تحديداً حدود أية حرية أو رأي، فما هي سوى عناوين عريضة لتسويق هدف سياسي مغرض لصالح طرف أو آخر. وكما يقول المثل العربي الشهير «وافق شن طبقه»، قامت الجهتان بالمشاركة في الترويج لعرض شريط مصور استهدف في المقام الأول قيم المجتمع الإماراتي، والروابط الأسرية فيه، وما جاء فيه لا يعبر أو يمثل سوى حقد من يقفون خلفه. لقد كان الُمنتج من الإسفاف والضحالة والإخراج الرديء، ومع هذا نردُّ عليهم بضاعتهم الرديئة وأسطوانتهم المموجة، كي لا يعتقدون أن سكوتنا ضعف أو تهرب من الحقيقة. والحقيقة الناصعة والساطعة أمامنا قوة تماسك مجتمعنا وحرص أفراده على التمسك بقيمه وهويته وثقافته المحلية في مناخ من التسامح والانفتاح على الثقافات والحضارات من دون تفريط. عندما نتحدث عن قيم الإمارات وأوضاع حقوق الإنسان، فإننا نتحدث عن تجربة بناء ملهمة شهد لها العالم ومؤشراته وتقاريره الدولية المبنية على لغة الأرقام والحقائق، فقد وضعته في المراكز الأولى لأعلى معدلات التنمية وصدارة أسعد شعوب العالم. وجاء انتخاب الإمارات وللمرة الثانية في مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة ليلقم حجراً تلك الأكشاك التي تقتات من الإتجار بحقوق الإنسان في بعض العواصم الغربية، والتي لا تدرك أن مبادئ حقوق الإنسان هي منظومة قيّمة في هذا المجتمع تؤكد عليها عقيدته السمحاء قبل أي تشريع آخر. وهنا أوجه التحية لوفد المجتمع المدني الإماراتي الذي حرص على أن يكون موجوداً في مدينة جنيف السويسرية، حيث المقر الأوروبي للمنظمة الدولية، ليدحض مزاعم المرجفين، وليظل اسم الإمارات ساطعاً ولو كره الكارهون والمرجفون.