الاحتفاء الرسمي والشعبي بمغادرة الدفعة الثانية من رجال قواتنا المسلحة لتسلم مهامها في اليمن ضمن قوات التحالف العربي، من أقرانهم في الدفعة الأولى، جسد معاني الفخر والاعتزاز بدورهم وبطولاتهم، وهم ينتصرون للحق والعدل، مع أشقائهم في التحالف لدعم الشرعية ورفع الظلم والعدوان عن أهلنا في اليمن. كما جسد حجم التلاحم الوطني معهم، واستذكار التضحيات الجليلة لشهدائنا الأبرار الذين شاركوا في صنع نصر تحقق على أرض اليمن، ومهدوا الطريق لبشائر نصر آت بالقضاء على المتمردين الحوثيين والانقلابيين العفاشيين. إنهم صناع فجر جديد انبلج بتحرير عدن، ومنها انطلقوا لتحرير مأرب العُرب والتاريخ، وطهروا مناطق السد التاريخي الذي أعاد بناءه -بعد السيل العرم المذكور في القرآن الكريم- القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في ثمانينيات القرن المنصرم لتعود الحياة لهذه المنطقة، وها هم أبناؤه اليوم يروونها بدمائهم الطاهرة الزكية ويضحون ليظل موطن العرب الأول عربياً خالصاً، حصناً لأمن الإمارات ودول التعاون الخليجي، لا كما يريد المتمردون الحوثيون ومن والاهم لتحويله مكمن خطر وتهديد في خاصرة الجزيرة العربية تابع لإيران ومخططاتها الشريرة. لقد كان هذا الاحتفاء الرسمي والشعبي، احتفاءً بمجد قواتنا المسلحة الباسلة والأدوار الجليلة التي قامت وتقوم بها في مناطق شتى من عالمنا تأكيداً لعقيدة عسكرية بُنيت عليها بمتابعة مباشرة من قائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عقيدة تقوم على صون إنجازات ومكتسبات إمارات الخير، لتكون سياجاً منيعاً للوطن، وسنداً وعوناً للشقيق والصديق. وسجلت مواقفها البطولية منذ سبعينيات القرن الماضي بمشاركتها في قوات الردع العربية، وتحرير الكويت وإعادة الأمل في الصومال وترسيخ الأمن في كوسوفا وحماية قوافل الإغاثة الإنسانية في أفغانستان من عصابات القتل والنهب والسلب الطالبانية، وحماية أطفال المناطق القبلية في باكستان من شرورهم وشرور الأمراض في عملية «رياح الخير». النجاح والسلاسة اللذان ميزا عملية تبديل القوات «وفق استراتيجية ممنهجة وأدق المعايير العسكرية» يعبران كذلك عن تطور نوعي كبير لقواتنا المسلحة، فتحية لرجالٍ عاهدوا القائد، وقالوا لأبي خالد «نحن عصاك لي ما تعصاك»، والنصر قادم بعون الله، و«ثأرنا مايبات».