أينما تحل وأينما ترتحل، عيون سفاراتنا في الخارج، قناديل تضيء طريقك ورموشها أطواق ذهب تقلدك بالأمان والاطمئنان، تتابع خطواتك من أجل تأثيث حياتك بالعزة والكرامة، ومن أجل أن تجعلك دائماً، في الأيدي الأمينة، تحيطك بالكبرياء لأنك ابن الإمارات، لأنك سليل الأرض النجيبة، التي تعطي بلا كلل، وتهب بلا وجل، وتمنح بلا ملل.. هناك في البلاد البعيدة، تسكنك الإمارات بروح هذه البعثات الجليلة التي توفر خدماتها لأبنائها، وتقدم طاقاتها بروح الأبوة وحنان الأمومة وشفافية العفوية الإماراتية التي لا مثيل لها ولا تقارن.. فمنذ أن تطأ قدماك أي أرض من أراضي الدنيا تهاتفك سفارة الإمارات في البلاد التي تحل فيها، تعرض عليك الخدمة والمساعدة والمساهمة في الإيضاح والشرح وفتح أبواب المعرفة في البلاد الغريبة.. هناك أنت في الإمارات وليس في غيرها لأن بعثاتنا الدبلوماسية حاضرة بكل قوة، جاهزة بقدرات فائقة لأن تقف إلى جانبك وتعضدك وتقربك من بلادك وأنت في الغربة، فتشعر أنك «غير»، وأنك الإنسان المميز من البلد الفريد في عطائه وسخائه وصفائه وبهائه ورخائه وثرائه وانتمائه إلى الإنسان قبل كل شيء، تشعر بهذا التفرد عندما يسألك شخص ما عن البلد الذي تنتمي إليه وتحمل هويته وعندما تجيب أنك من الإمارات، يرفع لك القبعة وينحني إجلالاً وإعزازاً وإكراماً.. لأنك من الإمارات من بلد زايد الخير، طيب الله ثراه، وأنجاله الكرام. هذا الاحتفاء من جهة بعثاتنا الدبلوماسية، يجعلك تقف في شوارع المدن التي تزورها، شامخاً، راسخاً، ثابت الخطوات، مكتنزاً بالثقة، والرزانة والحصانة والضيافة، يجعلك تزداد إيماناً بأنك عندما تحل ضيفاً على الآخرين، يجب أن تمثل بلادك خير تمثيل، لأنك تنتمي إلى الإمارات، والإمارات بلد القيم والمبادئ والسلوك المشرق المجلل بالأخلاق الحميدة.. فوالله.. والله لا نبالغ عندما نقول إن أبناء الإمارات، صغاراً وكباراً، رجالاً ونساء، يمشون في شوارع المدن البعيدة، وهم يرفلون بمشاعر مختلفة عن الآخرين، لأنهم أبناء زايد ولأنهم جاؤوا من بلد حفظ لهم الود، واحترم ذاتهم، وقدر إنسانيتهم، وجعلهم أصفياء بين العالمين. وما تفعله سفاراتنا في الخارج، لم يأتِ من فراغ، وإنما هو نتيجة هذه القيم العالية والشيم الرفيعة التي كرستها القيادة الرشيدة في بلادنا التي جعلت الإنسان هو الثروة الحقيقية، وهو الثراء والمعنى الذي يجب أن نمد إليه البصر، ونحمي به اليابسة والبحر، ما تقوم به سفاراتنا سليل وعي سياسي ودبلوماسي وإنساني وحضاري لا ترقى إليه إلا الأمم الراقية التي تبدع في تعاملها مع الإنسان إيماناً بوحدة الوجود، واحتساباً بأن الإنسان شجرة إن أسقيتها بالود نمت وترعرعت وأثمرت، وأثثت الأرض بالسعادة والحبور.