استطعنا أن نحقق في الإمارات العديد من الإنجازات على مختلف الصعد والمجالات، وأن نقدم نماذج رائعة من هذا النجاح إلى العالم. من هذه النجاحات والإنجازات قطاع السفر، الذي انطلق في السنوات الأخيرة وطار إلى العالمية على جناحين، هما مطار أبوظبي وشركة الاتحاد للطيران. لا يمكن لعاقل أن يقول إلا أننا حققنا طفرة هائلة في هذا القطاع، وخطونا إلى العالمية دون مبالغات، وعندما تحقق مثل هذه الانطلاقات عليك أن تتوقع من يلقون بالحجارة على شجرتك المثمرة. ولكننا في الواقع كثيراً ما نهتم في مشروعاتنا الكبرى بالعمود الأساسي للمشروع، وبه يتحقق النجاح فعلاً، ولكننا نعتبر بقية الأعمدة عوامل مساعدة ليست على القدر نفسه من الأهمية. وسط الهجمات التي تتعرض لها شركة الاتحاد للطيران من هنا وهناك، نتيجة تأخر بعض الرحلات الجوية بسبب الطقس، يمكن ببساطة أن تدرك أن وتد الإعلام في خيمة الشركة، ليس على نفس قدر ومستوى ما وصلت إليه من مكانة. وواقع الأمر بكل أسف أن كثيراً من مشروعاتنا الكبرى لا تهتم بإدارات الإعلام، وقد ينجح مثل هذا الأمر في الظروف العادية، ولكن عندما نواجه أزمة تظهر أهمية الإعلام، ونكتشف أننا لم نحقق نجاحاً موازياً في هذا الجانب. شركة عالمية كبرى مثل «الاتحاد للطيران»، التي تحمل علم الإمارات واسمها في وجهات العالم المختلفة، والتي تتعامل مع ملايين البشر، لا بد أن يكون لديها جناح إعلامي قوي قادر على مواجهة الأزمات، وقادر على الرد على الاتهامات التي تكيل لها هنا وهناك، خاصة أننا نتعامل مع إعلام من نوع جديد، إعلام يحركه ويحرره ويصوره الناس بأنفسهم. الظروف الجوية السيئة وتأخر الطائرات وارتباك الحركة وجدول الطيران أمر طبيعي، ولكننا مع ذلك لا نجد القدر نفسه من الهجوم الإعلامي على الشركات الأخرى. والسبب هو وجود إدارات إعلام قوية وموازية وعلى حجم الشركات الكبرى، قادرة على الرد السريع وتوضيح الأمور، ووضع الأمور في نصابها، والتحرك قبل تحرك الإعلام ذاته.. النجاح لا يعتمد فقط على نجاح النشاط الأساسي، ولكن يلزمه ما يسانده ويدعمه دائماً.. وحياكم الله..