سيحل السلام وسيعم اليمن من جديد، عندما ينهي التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية مهمته في اليمن، بإعادة الحكومة الشرعية إلى مكانها الطبيعي، ودحر مليشيات صالح والحوثي وإعادتهم إلى جحورهم التي خرجوا منها ليعيثوا فساداً في الأرض، وحينها سيدرك العالم جيداً أهمية عاصفة الحزم. من يعرف ما يحدث في اليمن والانتصارات التي حققتها قوات التحالف العربي، لا بد أن يتفاءل بالمستقبل، فصحيح أن حجم الدمار والخراب الذي أحدثته مليشيات الحوثي وصالح يفوق كل تصور، إلا أن عزيمة الشعب اليمني ودعم الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، سيؤديان إلى مساعدة اليمن على الوقوف من جديد، والشروع في بداية جديدة ومختلفة تماماً عن عهد المخلوع صالح البائد والبائس، وما يحدث في اليمن اليوم يحمِّل الدول العربية جميعها مسؤولية تجاه هذا البلد، فمن كان متردداً في الحرب، لم يعد مقبولاً أن يبقى متردداً في السلام والبناء والتنمية، فدول التحالف العربي تحمَّلت مسؤولية تاريخية، واتخذت قرارها الشجاع ببدء عاصفة الحزم وإعادة الأمل، واليوم تجني نتائج الحزم والأمل، والحرب التي أُجبرت عليها، أولى نتائجها وأهمها إيقاف وكبح الأطماع الإيرانية في المنطقة، وثانيتها تنبيه المجتمع الدولي لقوة وجدية الفعل العربي، وثالثتها إعادة ثقة الشعوب العربية، ولو نسبياً، بدولها وبقرارها العربي. واليوم تشهد حرب اليمن مرحلة متقدمة في المواجهة، وتصل القوات البرية إلى تعز، هذه المدينة التي يعتبر تحريرها بداية نهاية الحرب، والعبور منها هو عبور إلى صنعاء ووصول إلى الانتصار المنشود، وإذا كان الحديث في هذه المرحلة الحاسمة عن الحوار مستمراً، فيجب أن يكون قائماً على مبدأ إظهار حسن النية من قبل المليشيات المعتدية، وكذلك إبداء التزامها بتنفيذ القرارات الأممية والإقليمية التي تم الاتفاق عليها مسبقاً ولم تنفذ، والحوار في جنيف من دون هذه الأسس سيكون حواراً بلا جدوى، ومجرد جري وراء سراب. إن وصول قوات التحالف إلى تعز بعد تحرير عدن وباب المندب ومأرب، إنجاز حقيقي يحسب لقوات تلك الدول، ويؤكد أن دماء الشهداء الأبرار لم تذهب سدى، وأن تضحيات جنود قوات التحالف، ومنهم جنودنا البواسل، ستظل خالدة وباقية على مر التاريخ. لقد أوجعت قوات التحالف مليشيات الحوثي وصالح، وأذاقتهم الهزائم الواحدة تلو الأخرى، فكان صراخهم مدوياً، ففي الوقت الذي كانت تحتفل فيه قوات التحالف بالانتصار تلو الآخر، كان صبيان المقاول الإيراني يذوقون الهزيمة تلو الأخرى، فالحق هو الذي ينتصر في النهاية، والحق يجب أن يرجع إلى أصحابه، والانتصار الأخير هو للحكومة الشرعية المنتخبة التي يجب أن تتحمَّل مسؤولياتها في إدارة شؤون البلاد، وتساعدها في ذلك دول التحالف العربي، والمجتمع الدولي لا يمكن أن يسمح بأن يتم العبث مرة أخرى بهذا البلد الذي يؤدي اهتزازه إلى تشكيل خطر على دول المنطقة بأسرها. *ما يحدث في اليمن اليوم يحمِّل الدول العربية جميعها مسؤولية تجاه هذا البلد، فمن كان متردداً في الحرب لم يعد مقبولاً أن يبقى متردداً في السلام والبناء والتنمية *وصول قوات التحالف إلى تعز بعد تحرير عدن وباب المندب ومأرب، إنجاز حقيقي يحسب لقوات تلك الدول، ويؤكد أن دماء الشهداء الأبرار لم تذهب سدى، وأن تضحيات جنود قوات التحالف، ومنهم جنودنا البواسل، ستظل خالدة وباقية على مر التاريخ