يتنافس ثمانية أشخاص في رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم في الانتخابات الساخنة التي تجري يوم 26 فبراير المقبل، من أجل خلافة السويسري جوزيف بلاتر الذي تطارده يد العدالة في أسوأ نهاية للرجل الذي كان يعتبره الكثيرون أقوى من أي محاولة لإجباره على الانسحاب من موقعه الذي يعد أهم من منصب الأمين العام للأمم المتحدة. وما يهمنا في قائمة المرشحين لرئاسة جمهورية كرة القدم في العالم أن القائمة تضم وللمرة الأولى في التاريخ مرشحين اثنين عربيين، هما البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم وبالتأكيد أن تلك الوضعية لا تصب في مصلحة العرب، ولا بد من توحيد المواقف بالاتفاق على مرشح واحد إذا ما أردنا أن ننافس بقوة لنيل شرف قيادة كرة القدم في العالم، لاسيما أن المنافسة ستكون ساخنة مع الأوروبيين، سواء دخلها بلاتيني في آخر لحظة أو خاضها أمينه العام في الاتحاد الأوروبي الإيطالي الفرنسي جياني إيفينتينو. ولو اقتنعنا بضرورة خوض الانتخابات بمرشح عربي واحد، يطفو على السطح سؤال: من يتنازل لمن الشيخ سلمان أم الأمير علي؟ البعض يرى أن الشيخ سلمان الذي يقود الاتحاد الآسيوي بأعضائه الـ 44 هو الأقدر على مواصلة المشوار الانتخابي حتى النهاية، بينما يرى البعض الآخر أن الأمير علي هو العربي الوحيد الذي لديه تجربة سابقة في انتخابات «الفيفا»، حيث نافس بلاتر في الانتخابات الأخيرة وكسب منه أكثر من 70 صوتاً، هو الأحق بالاستمرار. وبالطبع فإن لكل رأي منطقه ووجاهته، وإن اعتمد كل منهما على حسابات نظرية، أما على أرض الواقع، فيمكن القول إن فرصة الشيخ سلمان تبدو هي الأفضل، حيث يحظى بثقة أبناء قارته، ولا أدل على ذلك من فوزه برئاسة الاتحاد الآسيوي بالتزكية، والأهم من ذلك أن الشيخ أحمد الفهد الرجل القوي في آسيا لم يخف دعمه للشيخ سلمان، كما أن هاني أبو ريدة أحد أقوى الشخصيات في أفريقيا ألمح إلى أن الشيخ سلمان هو مرشح آسيا وأفريقيا، وما يرجح كفة الشيخ سلمان أيضاً هو أن الأوروبيين الذين ناصروه في الانتخابات الماضية نكاية في جوزيف بلاتر، لن يمنحوه أصواتهم على حساب مرشحهم الأوروبي. ألا هل بلغت اللهم فاشهد.