بداية نهنئ بسلامة جميع من كانوا على متن الرحلة رقم أي كي 521 لطيران الإمارات من ركابها الـ282 وطاقمها الثمانية عشر، والتي تعرضت لحريق في أحد محركاتها لدى هبوطها أمس في مطار دبي الدولي، قادمة من مطار ولاية كيرالا الهندية. ونهنئ كل فرق المطار الذين تعاملوا بكل مهنية واحترافية مع حادث يعتبر - كما قالت هيئة الطوارئ والأزمات - «روتينياً ولا يرقى إلى التعامل معه على المستوى الوطني كحادث كبير. لا سيما في مطار بمستوى مطار دبي الذي يخدم سنوياً ما لا يقل عن 75 مليون مسافر. كانت أولوية سلطات المطار وفرق الإنقاذ والدفاع المدني سلامة الركاب وإخلاءهم بسرعة قياسية، وفي الوقت ذاته طمأنة ذويهم بسلامتهم والرد على استفساراتهم ومتابعة شؤونهم. وتفوقت الجهات المختصة على نفسها في تعاملها مع الحدث الطارئ، بحيث لم تترك شيئاً للصدفة، وإنما كان هناك استعداد تام لمواجهة أي طارئ يستجد. كما تفوقت هذه الجهات - ومن ضمنها المكتب الإعلامي بدبي- على نفسها، وهي تحرص على إبلاغ الرأي العام أولاً بأول بأي جديد، لتقطع طريق محترفي نشر الأكاذيب والإشاعات ممن دأبوا على تحريف الحقائق وترويج المغالطات في كل موقع ومنصات التواصل الاجتماعي. وبفضل الله والجاهزية العالية للفرق العاملة في المطار، لم تمض سوى ساعات معدودات حتى جرى استئناف الرحلات من وإلى المدينة والدولة التي أكدت في كل ظرف طارئ قدرتها على التعامل معه باحترافية عالية وإمكانيات وجاهزية أعلى، لدرجة أن أحد المسافرين قال لمراسلي وسائل الإعلام: «فوجئت باحترافية فرق الطوارئ في إخلاء الركاب بكل يسر وسهولة، لدرجة أننا لم نعلم بوجود حادث في الطائرة إلا بعد نزولنا منها». رجال أثبتوا أنهم على قدر كل طارئ بما تم لهم من إعداد وتدريب وتأهيل وتجهيز. ما جرى بالأمس كان الدرس مجانياً في التعامل مع الحدث، ودرس في تكامل الأدوار وأداء المهمة كما يجب أن يكون عليه أداء المخلصين الأكفاء. ما جرى درس يتجدد، يذكر الجميع بمسؤولياتهم وواجبهم الوطني بعدم تداول آية معلومة مغلوطة أو مقاطع مصورة تعيد جهات أخرى استخدامها للإساءة لجهد كبير وعظيم لأجهزة الدولة. علينا أن نتذكر دوماً في كل ظرف أن اسم ومكانة وصورة الإمارات على المحك، حفظها الله ومن فيها من كل شر، ورحم الله الشهيد جاسم عيسى البلوشي.