قدر الله وما شاء فعل.. خسرنا مباراة ولم نخسر جيلاً للأمل.. ابتعدنا عن النهائي لكننا قريبون من كل الأمنيات.. حققنا في آسيا أكثر مما نريد ولاحت في الأفق بشائر الحلم السعيد.  طارت أستراليا ببطاقة إلى النهائي لتواجه كوريا الجنوبية وتركتنا لمواجهة العراق على المركز الثالث، وعلى الرغم من أن ذلك لم يكن منتهى الأمل فإنه يبقى أملاً تحقق، ونحن لن نستهين بما فعله نجوم الأبيض ولن ننسى وقائع الأيام وحقيقة الأوضاع قبل البطولة، فقد كان الأبيض خارج حسابات الدائرة الأخيرة، لكنه اقتحمها بجيل ما ينتظره أكثر مما مضى. لم نكن نتصور هذا السيناريو لمواجهة أستراليا ولا أن يصاب مرمانا بهدفين في أول ربع ساعة، ولا هذا الفارق البدني الذي كان فارقاً لصالح الكانجارو، ولكن المباراة أهدتنا عدة فرص لم نحسن استغلالها. حققنا الكثير من المكاسب حتى الآن وما زالت هناك مكاسب تنتظرنا.. وعملياً تقدمنا وقطعنا خطوات جيدة على خريطة الكرة الآسيوية.. وهناك أكثر من لاعب حققوا شهرة لا بأس بها، ومن الممكن أن يكونوا هدفاً لأندية كبرى. الاتحاد الآسيوي كرم مهدي علي مدرب منتخبنا تقديراً لما قدمه، باعتبار أن الأبيض استطاع أن يقدم 60 دقيقة كلعب فعلي في المباراة، وما زال لدينا مركز آسيوي كبير في مواجهة العراق لو حققناه سيكون مكسب جديد. أقول للاعبي الأبيض: ما قصرتم.. بيضتم الوجه وأثلجتم الصدور.. كل ما حققتموه كان رائعاً.. كنتم حراساً أمناء على حلمنا.. قبلكم وفي آسيا جاءتنا أزمان يئسنا فيها من أن تتحقق أحلامن.. جاءتنا أيام كان التأهل عصياً ومنتهى الأمل وفي أخرى كان الدور الأول منتهى المراد.. أنتم من فتح النوافذ.. أنتم من رفع سقف الطموحات والتوقعات إلى حيث لم نكن نتوقع. اليوم.. الدور علينا نحن.. سننتظركم هنا بالورود.. أنتم أبطال في كل الأحوال.. ما حققتموه هو محل تقدير وعرفان.. كل السعادة التي جاءتنا منكم تستحق اليوم أن نرد لكم الجميل وأن ننتظركم على أحر من الجمر لنقول لكم شكراً. تعمدت ألا أتوقف كثيرا عند مباراة استراليا فقد مضت وتغير معها الطريق.. القادم هو الأهم ولقاء الأشقاء أسود الرافدين بات البطولة المنتظرة وأياً كان الحال ستظلون في قلوبنا الأبطال.. يا أغلى الرجال. كلمة أخيرة: ما لا يدرك كله.. لا يترك كله.. لا يزال للأمل بقية