لم يكن الكنجارو الأسترالي بحاجة إلى أكثر من ربع ساعة حتى يؤدي قفزته الشهيرة، ويخطف بطاقة التأهل إلى المباراة النهائية في كأس آسيا على حساب منتخبنا، خسرنا بهدفين، ولسنا بصدد البحث عن تصنيف لهذه الخسارة وهل تندرج تحت بند «المشرفة» أو لا، كما لا فائدة تذكر من الإفراط باستعمال كلمة «لو»، أو جملة كان في الإمكان أفضل مما كان، فكلها أمور ليست مجدية، بل وتفتح عمل الشيطان. دعونا نركز على إنهاء مهمتنا الحالية بالشكل الأكثر قبولاً، ورغم الخسارة أمام أستراليا لا يجب أن ننسى أنه تبقت لنا مباراة قادمة أمام العراق، والفوز مهم وضروري في هذه المواجهة من أجل الحصول على المركز الثالث، وشيء نعود به إلى الديار خير من لا شيء، ولا أعتقد أننا نخترق سقف طموحاتنا أو نبالغ في تضخيم أهدافنا عندما نطالب بهذا المركز الشرفي. أما بعد العودة فلابد لنا من وقفة، ولابد من كشف حساب، ولا مفر لنا من خارطة طريق، تكشف لنا حقيقة موقعنا وتحدد لنا خطوط سيرنا المستقبلية، وهل نحن نسير في الطريق الصحيح؟، وهل الخطة المستقبلية لهذا الجيل تمضي على ما يرام؟، ما هي عيوبنا حتى نتلافاها؟، وأين هي أخطاؤنا حتى نصححها؟، وهل تقدمنا؟، أم تراجعنا؟، أم أننا لا نزال نراوح مكاننا؟ هناك أمور يجب أن توضع للدراسة، وأمور لابد أن تخضع للمراجعة، فهل نحن فعلاً أصبحنا من كبار آسيا؟ أم أن النتائج خادعة؟، وهل نحن بما وصلنا إليه وما هو متوفر لدينا حالياً قادرون على البدء في مغامرة المنافسة على التأهل لنهائيات كأس العالم 2018 والتي ستبدأ هذا العام؟، أسئلة كثيرة والإجابات تنحصر بين لا ونعم، ولا يحددها ولا يتحمل مسؤوليتها سوى اتحاد الإمارات لكرة القدم. وما بين سعيد وراضٍ بالنتيجة التي تحققت، وحزين غاضب على الخروج، الكلام لن يفيد كثيراً ولا كلمة «لو» ولا عرائض الاتهام، والعتاب واللوم لن تقودانا إلى الأمام، ولا جملة «كان بالإمكان أفضل مما كان»، فالمستقبل لا يبدأ غداً ولكنه يبدأ الآن، والشيء الوحيد الذي قد يقودنا إلى الأفضل ليس الكلام بل هو العمل، والمفتاح السحري لكل أبواب المستقبل ليست كلمة «لو» ولكنه العمل، لذا دعونا لا نتكلم كثيراً، ودعونا ننسى هذه المرة كلمة «لو»، ومن باب التغيير دعونا نعمل.