لطالما كنت معجباً بالبرتغالي جوزيه مورينيو، منذ أن تسلم تدريب تشيلسي الذي أشجعه، إلى أن وصل إلى «مان يونايتد» الذي لا أشجعه، ولكني أحترمه كنادٍ كان يوماً النادي الأهم في العالم، ولا زال من الأهم. سبب إعجابي بمورينيو رغم «طول لسانه»، أنه مدرب صاحب «كاريزما»، وأنا شخصياً أعتقد أن شخصية المدرب نصف أسباب نجاحه، لأن مدرب فاهم وخبير، ومن دون شخصية، لن يكون قادراً على السيطرة على غرفة تبديل الملابس التي يتحدد فيها كثيراً مصير المدربين، لا بل إن البعض يقول، إن مورينيو نفسه كان ضحية سطوة الكبار في تشيلسي، فما بالكم من هو أضعف منه شخصية؟. ورغم انتقال هذا الرجل من «البلوز»، إلا أن هذا لا يعني أن نمسح تاريخه بـ«أستيكة» حسب تعبير أشقائنا المصريين، فالرجل حقق الألقاب مع كل الأندية التي دربها، ومنح تشيلسي أول لقب في الدوري، بعد صيام نصف قرن، ثم كررها معه، لهذا بات المدرب الأشهر في العالم، ولهذا أطلقوا عليه «السبيشل وان»، مع كامل احترامي طبعاً لعشرات المدربين الكبار الموجودين الآن في الدوري الإنجليزي، أمثال جوارديولا، وكونتي، وآرسين فينجر، ويورجن كلوب، ورانييري. مورينيو معروف بسخريته من كل شيء، ولكنه جدي جداً في العمل، وسمعت أنه يجهز لمذبحة في «المان يونايتد»، وأخبر الخميس الماضي تسعة لاعبين أن يبحثوا عن فريق آخر، وهم حسب ذمة آس الإسبانية، الألماني شفاينشتايجر، والبلجيكي عدنان يانوزاي، والبرازيلي بيريرا، والآيرلندي ماكنير، وهؤلاء لا يريدهم نهائياً مقابل إعارة وويلسون، وكين وبلاكيت، وجاكسون، ومنساه. والأكيد أن مورينيو مجروح جداً من طرده من تشيلسي الذي صنع أمجاده، ثم عاد إليه كمنقذ ليخرج من الباب الضيق، بعد تسع خسارات من 16 مباراة، والأكيد أكثر أنه يعشق الكرة الإنجليزية، ولهذا بقي من دون عمل، رغم العروض الكثيرة بانتظار العودة إليها، ولهذا يصر على شراء بوجبا الفرنسي برقم قياسي عالمي، ويضغط على إدارة «مان يونايتد»، ولهذا جاء بالسويدي زلاتان إبراهيموفيتش الذي تشكك الصحافة البريطانية ليل نهار في جدوى قدومه، ولكن مورينيو يعتقد عكسهم جميعاً، ولهذا أحضر الأرميني مختاريان، والإيفواري بيلي، ولهذا يريد أيضاً بانوتشي أحد أفضل مدافعي العالم، فهو لا يبحث عن الأغلى والأشهر، كما يعتقد البعض، بل يبحث عن الأكثر فائدة له، حتى لو كان بعمر زلاتان إبراهيموفيتش.