دبــــــي التـــــــــي فـــــي القلـــــــــــــب دبـــــــــي التـــــــي فــــي العقـــــــــــــل مدينتان... كلما عبرت بينهما تكسرت عكاكيزي، ورأيت ظلي يعود طفلاً، والمسافة تنشق نصفين أزرقين. هنا البحرُ وأظنه والدي، فيا أيها البحرُ، كيف اتسعت عيونك لمراكب التائهين ولماذا على لسانك لا تزال بيضاء أغنية المسافر؟. وهنا السماء الصافية، وأظنها جدتي الأولى. رأيتها بإصبع الملاك تكتب على الصحراء اسم مدينتي. ثم ترفع صوتها لتغني.. دبي التي في الليل مليون نجمة... دبي التي في النهار بشر يصفقون لبعضهم. مدينتان... إن خرجت من إحداهما ذبت في الأخرى. وإن وقفت، دارت فوق رأسك نوارس الجهات الخمس. فتعال، اجلس هنا، أيها الرجل المركب من بقايا ذكريات. سأمنحك عيوني كي ترى العالم صغيراً مثل عملة نقدية تلمع في يد طفل. وطويلا مثل ناطحة سحاب ترقص في الضوء والناس تراقبها من نوافذ الطائرات. وتعال معي نتسلق نخلة تنام على الماء. ولنختلف، أيُّنا أوسمُ في عيون نادلة المقهى. وأيُّنا أجدرُ بالارتقاء إلى القمم المستحيلة. هنا في دبي تتشابه الكراسي ولا يتشابه أصحابها. لأن الجالسين فسيفساء من وجوهٍ لبشر يدخلون في حلم المدينة ولا يخرجون منه أبداً. وسوف ترى عائلة من أقاصي الغرب تأكل في مطعم شرقي، طفلاً أشقر يخطو على الصحراء للمرة الأولى ويصاب بالدهشة حتى النخاع. دع السؤال جانبا وتعال ندخل غرفة المتناقضات دبي سبعون مدينة وباب واحد لحن بدوي في أوركسترا المستقبل قفاز امرأة نسيت أن تلوح للأمل فاترك قناعك إذن واقترب أيها الإنسان الملطخ بأوصاف غيرك هذا وجهي مرآة وجهك لو تبتسم وهذا قلمي. سنكسره نصفين كي يكتمل فوقنا قمر القصيدة. إنها دبي.. مدينتي التي شرقها أول الدهر، وغربها مولد الساعات... وباسمها يدور الزمان على جسد الخريطة. Adel.Khouzam@alIttihad.ae