قرار وزارة الموارد البشرية والتوطين بإلزام الشركات بتوفير السكن لعمالها الذين يزيدون على 50 عاملاً، وراتب الواحد منهم لا يتعدى الألفي درهم، يجيء امتداداً لجهود كبيرة ومتميزة تقوم بها الوزارة تجسيداً لرؤية القيادة الرشيدة بتوفير مقومات الحياة الكريمة لكل شرائح المجتمع على إمارات الخير والعطاء، كما أنها تعبر عن التقدير والاعتزاز لهذه الفئة المهمة ودورها في مسيرة التنمية والبناء، والنظر إليهم باعتبارهم «شركاء في البناء». جهود طيبة ومباركة تتواصل لضمان بيئة عمل إيجابية تحفظ حقوق كل الأطراف تقوم بها الوزارة ذات المبادرات المستمرة لتطوير التشريعات والأنظمة ومراجعتها باستمرار لضمان حسن تنفيذ رؤية القيادة وخطط وبرامج المتابعة والمراجعة التي تستهدف حسن رعاية العمال، انطلاقاً من قيم ومبادئ يتميز بها مجتمع الإمارات والمستمدة من خلق الدين الحنيف وعادات وتقاليد المجتمع القائم على البر والتعاون، وتحض على حفظ حق الأجير ومنحه حقه قبل أن يجف عرقه. قيم تربينا عليها أجيالاً بعد أجيال قبل أن تظهر علينا منصات وأكشاك الارتزاق من المتاجرة بحقوق العمال، كما تفعل المنظمة التي أُطلق عليها شخصياً منظمة «هيومن لايز» (أي أكاذيب بشرية) والتي تخصصت في توجيه الأكاذيب والافتراءات بحق الإمارات في ما يتعلق بأوضاع العمالة في البلاد. ولكن الحقيقة الناصعة والساطعة على أرض الواقع لا تخفيها أو تنال منها مزاعم هؤلاء ومن يدفع لهم من الموتورين الذين تنزّ صدورهم وقلوبهم السوداء حقداً وغلاً على الإمارات وقيادتها وسياساتها في مختلف المجالات والقضايا. ذات مرة رافقت كوكبة من سفراء الدول الأجنبية في جولة لهم على القرية العمالية في جزيرة السعديات حيث تقام واحدة من منارات الثقافة العالمية والحضارية على أرض الإمارات. ولاحظت حجم الدهشة والانبهار في عيونهم مما شاهدوا من رقي وتطور المنشآت السكنية والتسهيلات الترفيهية المتوفرة للعمال هناك. وأتذكر جيداً تعليق أحد هؤلاء السفراء عن خدمات «الخمس نجوم» المتاحة للعمال، فقال «كيف تريدونهم لا يستقتلون للوصول إلى هنا والبقاء لفترات أفضل». ونتابع: كيف تتبوأ الإمارات صدارة المؤشرات العالمية في أكثر الجهات تفضيلاً من قبل شباب العرب والعالم للعيش والعمل.. مكانة لم تأتِ من فراغ وإنما عن جدارة وتقدير للجهد الكبير للإمارات لجعلها واحة أمن وأمان وقبلة لكل راغب في العمل والعيش في وطن السعادة الذي يرحب بالجميع بكل احترام وتقدير.