كل مهرجانات التمور والفواكه في الإمارات ناجحة ومثمرة، قبل اثني عشر عاماً كانت بداية مهرجان ليوا للرطب، ووقتها كانت البشارة بولادة فكر رائدة ومفيدة للناس جميعاً، وعلى الخصوص المزارعين ومحبي ثمار القيظ في الإمارات، وقتها جاءت إشادات كثيرة من الجمهور والمتابعين للأفكار النيرة التي تثمر وتنتج الخير للبلاد، أتذكر وقتها سطرت الكثير من كلمات الثناء والمديح للفكرة ذاتها والمأمول من تطوير برامج ذلك المهرجان، وهو الذي حصل وبصورة كبيرة وأفكار جديدة، ذكرنا أن في المنطقة الغربية دائماً تولد البرامج الخيرة والداعمة للإنتاج الزراعي والحيواني، بل إن إبداعات كثيرة جاءت مع تلك المهرجانات الهامة. مهرجان الرطب كبر وصعد بقوة وزاد عليه إنتاج منوع من الحمضيات والخضار والفواكه والإنتاج الشعبي المرتبط بالنخيل والزراعة، وعلى خطوات تلك التجربة التي تعتني بالثروة الزراعية، وخصوصاً تمر النخيل وزراعة النخيل وإكثارها عند المزارعين وتجويد زراعتهم المختلفة، على ضوء ذلك الاهتمام قامت شركات عديدة لصناعة وتسويق التمور بطرق جديدة وعالمية، وجودة العرض والنزول إلى الأسواق المحلية والخارجية بثمار وإنتاج الإمارات من التمور ومشتقاتها، وارتفعت التجارة لتصل إلى مستوى التنافسية في السوق المحلي والخليجي، من حيث بيع وتسويق أنواع كثيرة من إنتاج الإمارات. مهرجان الرطب كان بداية فكرة لمهرجان مهم محلياً وأصبح رافداً غذائياً لمساحة عربية كبيرة يوفر خيرات ما تنتجه الإمارات وأرضها الطيبة، بل تجربة مهرجانات الإنتاج الزراعي توسعت وظهرت في إمارات عديدة وكلها روافد لخدمة الإنتاج المحلي من الخضار والفواكه، وظهور الشركات الزراعية النوعية التي أخذت في الصعود والانتشار كان نتيجة للأفكار الجميلة والجيدة، ونشعر بالرضا والفرح عندما نجد الإنتاج الزراعي المحلي يصل إلى السوبر ماركت، ويحاول التواجد بقوة وبتنوع، لقد فرحت أمس وأنا أشاهد إنتاج المانجو المحلي يعرض في أحد مراكز البيع الكبيرة وبكميات وافرة ونوعية جيدة، ولعل مثل هذا التنوع في المعروض المحلي وبأصناف أخرى غير التمر، يؤكد أن هناك اهتماماً بالحمضيات والفواكه التي يمكن أن تتقدم في الإنتاج مستقبلاً. وإذا كان مهرجان ليوا للرطب قد قطع شوطاً طويلاً، فإن مهرجاناً آخر في الغربية أيضاً يصعد بالإنتاج المحلي والخليجي في تربية الإبل وزيادة الثروة الحيوانية وتوفير إنتاجها، وهي تجربة فريدة في استغلال الإبل في إنتاج الحليب والألبان، ويمكن الصعود بأعداد الإبل المنتجة، وتوفير لحومها لمن يطلبها في الأسواق. كل هذا يأتي ثمرة لمهرجانات مهمة وناجحة ومدعومة من الأيادي الكريمة دائمة العطاء ومزون الخير في الإمارات.