صباح أول أيام عيد الفطر المبارك، وصلت رحلة إلى مطار أبوظبي قادمة من إحدى الدول الخليجية الشقيقة التي لا تستغرق عادة سوى ساعتين ونصف الساعة، ومع هذا اضطر القادمون على متنها للانتظار أكثر من ساعتين لتسلم حقائبهم. وقبل ذلك بيوم، انتظر مسافرو رحلة «طيران الاتحاد» القادمة من جدة للبقاء نحو ثلاث ساعات، منتظرين وصول حقائبهم، وعرضت عليهم الناقلة الوطنية الذهاب إلى منازلهم للراحة من إرهاق السفر وعناء الانتظار، على أن تقوم بتوصيل الحقائب إلى منازلهم، خاصة أن غالبيتهم كانوا كباراً في السن، عائدين من أداء مناسك العمرة. ومنهم من رفض العرض وآثر البقاء لاصطحاب حقيبته بعد ثلاث ساعات من وصوله!!. ناقلتنا الوطنية التي تتخذ من مطار أبوظبي الدولي مركزاً لعملياتها، أصدرت بياناً حول حالات التأخير في المطار، أعتبره في غاية الغرابة، إذ أرجع تأخير الرحلات وتسلم للحقائب لما يشهده المطار من «ذروة الموسم»، وكأنما هذا المرفق الحيوي للغاية، والذي تفرعت عنه شركات عدة للخدمات، يواجه أول موسم من مواسم ذروة السفر والإجازات!. كما أصدرت شركة أبوظبي للمطارات بياناً ذهب في الاتجاه ذاته الذي طالب المسافرين بالتعاون لتجاوز «موسم السفر المزدحم»، والحضور قبل ثلاث ساعات من موعد الرحلة، ليكون لديهم الوقت الكافي لإنهاء الإجراءات، وهو مبرر لا يتفق مع الجهد الكبير المبذول لترسيخ مكانة المطار على خارطة السفر والسياحة الإقليمية والعالمية، ولا مع التنافسية التي يعمل عليها في بيئة تشهد منافسة قوية بين مطارات في المنطقة أصبحت تتحدث عن زمن قياسي في خدمة وإسعاد المسافرين القادمين أو المغادرين، بحيث لم يعد يستغرق المسافر القادم أكثر من 10 دقائق من لحظة وصول طائرته إلى تسلم حقيبته، وكذلك بالنسبة للمسافرين العابرين، أو «الترانزيت» في جعل لحظات انتظارهم سلسة وممتعة ومفيدة للطرفين، لا جعلها ساعات من التعب والمعاناة. ولعلم «مطارات أبوظبي»، الواقعة التي أوردتها عن تأخر حقائب المسافرين، لم تكن هناك سوى رحلة واحدة قادمة، فمن أين أتى الازدحام الذي تتحدث عنه؟ وكنت شاهداً على ما جرى. العقدة في المسألة يا جماعة تعدد «شركاء المطار» الذين أكد بيان الشركة أنه ينسق معهم «لضمان استمرارية العمليات بسلاسة أثناء أوقات الذروة»، والأمر بحاجة لمراجعة بعدما تكاثروا بلا نقلة نوعية تُذكر.