شاءت الأقدار أن تضع آخر ثلاثة أبطال للمونديال في طريق واحد في بطولة أمم أوروبا التي طوت آخر صفحاتها أمس بلقاء فرنسا والبرتغال في المباراة النهائية. ولم تكن البطولة رحيمة بالأبطال الثلاثة، حيث خرجت إسبانيا بطلة مونديال 2010 على يد إيطاليا بالخسارة صفر/ 2 ليرد الطليان الصاع صاعين إلى الإسبان الذين سبق أن سحقوا الطليان في نهائي أوروبا 2012 برباعية نظيفة. واعتقد الطليان أبطال مونديال 2006 أن الفوز على حامل اللقب من شأنه أن يفتح أمامهم كل أبواب المجد بالوصول إلى النهائي ومعانقة اللقب، فإذا بهم يسقطون أمام المانشافت الألماني بركلات الترجيح، عندما تفوق مانويل نوير على خبرة بوفون بعد ملحمة كروية من الصعب أن تسقط من ذاكرة البطولة. وواصل منتخب ألمانيا، آخر بطل للمونديال، مشواره إلى نصف النهائي، لكنه اصطدم بعقبة الديوك الفرنسية أصحاب الأرض والجمهور، ليفاجئهم النجم جريزمان بهدفين نظيفين أنهيا المغامرة الألمانية بالبطولة وليفشل المانشافت في تكرار تألقه وتوهجه بمونديال 2014 عندما اكتسح أصاحب الأرض والجمهور بسباعية باتت وصمة عار في تاريخ كرة السامبا. يوم لك.. ويوم عليك! ? ? ? تستحق فرنسا ذهبية التنظيم بعد أن كسبت رهانها ضد الإرهاب وإضرابات العمال، حتى تحولت باريس إلى ثكنة عسكرية من أجل تأمين المباراة النهائية. ? ? ? لا يمكن لبطولة (يورو 2016) أن تنسى لحظات تألق جاريث بيل، الذي قاد منتخب بلاده ويلز إلى نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخ البطولة، ولو لم يصطدم بالحاجز البرتغالي فربما فاز بالبطولة ولأعاد إلى الأذهان تألق مارادونا مع منتخب الأرجنتين في مونديال 1986 عندما أبهر الجميع وتجاوز منافسيه، الواحد تلو الآخر، إلى أن هزم ألمانيا في النهائي وأهدى التانجو اللقب المونديالي الثاني. ? ? ? لسوء حظ مباراة القمة رقم 112 بين الأهلي والزمالك أنها جاءت قبل ساعات من نهائي اليورو، وشتان الفارق ما بين الثرى والثريا، وما بين الإثارة والمتعة والأجواء الكروية المثالية التي تفوق في بعض مبارياتها أجواء كأس العالم، وما بين مباراة لا طعم لها ولا رائحة رغم ما يصاحبها من ضغوط إعلامية وجماهيرية، وقدم الفريقان أسوأ مستوى للقمة، وأضاع الزمالك فرصة العمر للفوز على الأهلي واكتفى بالسيطرة الميدانية دون أن يترجم تلك السيطرة إلى أهداف أمام منافس لم يكسب سوى مباراة واحدة في آخر 4 مباريات!