لا تكتمل فرحة الإمارات قيادة وشعباً في هذا اليوم، إلا بمشاركة جنودنا البواسل المرابطين على الثغور بهذه المناسبة، فأولئك الرجال الذين تركوا أسرهم وأطفالهم وزوجاتهم وآباءهم وأمهاتهم من أجل حماية وطنهم وأمتهم وحقن دماء الأبرياء، يستحقون أن نشاركهم هذه الفرحة، وألا نحتفل بهذا العيد إلا ونتذكر رباطهم وتضحياتهم في أرض المعركة في اليمن، أو في معسكراتهم على أرض الوطن. فلولا أولئك الرجال الأبطال ما استمتعنا بشهر رمضان المبارك، ولا ذقنا حلاوة العيد وفرحته، فشكراً لكم جميعاً، وعيدكم مبارك، وعسى أن تكونوا في العيد المقبل بين أهليكم وبيننا، تحتفلون بعد أن فرحتم بالنصر المبين. أولئك الجنود هم خط الدفاع الأول عن الأوطان والأبرياء، وبعد أن رأينا من قبل كيف حافظت دماء جنودنا البواسل على أمن المنطقة رأينا أمس كيف أن شجاعة مجموعة من رجال الأمن في الحرم النبوي الشريف أنقذت آلاف المصلين من موت محقق، بل أنقذت المسجد النبوي الشريف من تدنيس ذلك الإرهابي الذي خذله الله، ومنعه رجال الأمن من تنفيذ مخططه الإرهابي الإجرامي في مسجد الرسول الكريم في الليلة الأخيرة من شهر رمضان المبارك. فكل التحية لرجال الأمن في الإمارات وفي المملكة العربية السعودية الشقيقة، وكل التقدير لدورهم البطولي في كل مكان في العالم، فهم الذين استعدوا لمواجهة الإرهابيين بصدورهم، وبذل أرواحهم من أجل الآخرين. لقد جاءت الإدانات متتالية على تلك العملية الجبانة، ورسائل الدعم والتأييد والمؤازرة للمملكة لم تتوقف من جميع دول العالم، وهذا التأييد طبيعي جداً في حادثة كهذه، ولكن هذا التأييد لا يكفي، فنحن بحاجة إلى عمل جدي أكبر لمواجهة الإرهابيين الذين وصلت بهم الجرأة إلى أن يعتدوا على مسجد النبي وزوار قبره الشريف، ولمحاسبة المحرضين، خفافيش الظلام، الذين يدعون الشباب لربط الأحزمة الناسفة وقتل أنفسهم والأبرياء بغير حق، فماذا بعد هذا؟! لا نريد أن نخسر مزيداً من شبابنا الذين يستغلهم الإرهاب الأسود، ولا نريد أن يحصد الإرهابيون مزيداً من جنودنا الأبطال البواسل، فدماؤهم غالية وأرواحهم ثمينة، لذا فإن تطبيق ما قاله الملك سلمان بن عبدالعزيز بالأمس، في كلمته بمناسبة عيد الفطر السعيد، مهم جداً، وهو «الضرب بيد من حديد على من يستهدف عقول وأفكار الشباب» فمن يستهدفون عقول الشباب يجب أن يكونوا هدفنا المباشر في المرحلة المقبلة، وقد لمس الملك سلمان خطورة الوضع، عندما أضاف أن «أكبر تحد تواجهه أمتنا الإسلامية المحافظة على ثروتها الحقيقية، وهم الشباب من المخاطر التي تواجههم، وبخاصة الغلو والتطرف».. وهذا ما يتطلب عملاً مدروساً وممنهجاً وتعاوناً بين جميع الدول، وقبل ذلك يتطلب إدراكاً ووعياً من أفراد المجتمع بدورهم كل في مجاله وموقعه. عيدكم مبارك، وكل عام والأمة العربية والإسلامية وكل محبي السلام في خير وأمان وسعادة.