من حق ليونيل ميسي أحسن لاعب في العالم خلال السنوات الأخيرة، أن يغضب كما يشاء، وأن يصل به الغضب إلى حد البكاء، وإعلان أن مباراة تشيلي هي نهاية مشواره مع منتخب الأرجنتين. ومن حق ميسي أن ينتابه شعور قاسٍ بالإحباط، بعد أن نجح مع منتخب بلاده في الوصول إلى نهائي ثلاث بطولات متتالية، من دون أن يلامس الذهب، أو يتذوق شهد البطولة. ولكن هل اعتزال ميسي اللعب الدولي سيعيد الألقاب والبطولات إلى خزينة منتخب الأرجنتين؟ بالطبع لا، لأن ميسي شاء أم أبى بات أيقونة الكرة الأرجنتينية، ومن دونه يفقد منتخب «التانجو» اللون والطعم والرائحة، ولا يوجد منصف في العالم، وفي مقدمة هؤلاء المنصفين البرتغالي كريستيانو رونالدو، الغريم التقليدي لميسي، يمكن أن يقتنع بأن اعتزال ميسي اللعب الدولي، فيه الدواء الشافي لكل أمراض منتخب «التانجو»، ولا يزال لدى ميسي الكثير الذي يمكن أن يقدمه لمنتخب بلاده، ولعل القادم يكون أفضل، والحياة لن تنتهي لمجرد ضياع بطولة. وصدقوني سيتراجع ميسي عن قراره، ولن تكون مباراة تشيلي هي «التانجو الأخير» لميسي مع منتخب الأرجنتين. ? ? ? على الشاطئ الآخر، يتواصل الحوار الساخن في أوروبا للبحث عن بطل 2016، وجاءت مباريات دور الـ16 ودور الثمانية لترسم كثيراً من الملامح، خصوصاً بانتقام إيطاليا من إسبانيا بعد 4 سنوات من فضيحة الـ4 - صفر في نهائي 2012، ووضع نهاية لمشوار العجوز ديل بوسكي مدرب منتخب إسبانيا، ونجح منتخب ألمانيا بطل العالم في الإفلات من الفخ الإيطالي في دور الثمانية، عندما تجاوز «الآزوري» إلى نصف النهائي بركلات الترجيح، التي كانت أشبه بمباراة خاصة بين خبرة بوفون حارس إيطاليا، وبين شباب وحيوية مانويل نوير حارس ألمانيا، ونجح الشباب في الفوز على الخبرة، ومارس نوير هوايته في قيادة «المانشافت» إلى تحقيق طموحاته. وأشعرتنا مواجهة إيطاليا وألمانيا بأننا نتابع نهائي كأس العالم، لما حفلت به من إثارة وتشويق، وإذا تقابل الألمان مع فرنسا «أكتب المقال قبل مباراة فرنسا مع آيسلندا»، فإننا سنكون على موعد مع نهائي مبكر ساخن لـ«اليورو». متابعة شيقة أتمناها لكم وكل عام وأنتم جميعاً بألف خير.