كفك يا سيدي، جديرة بأن تحول الدموع إلى شموع، وأن تجعل من الحزن مزن عطاء وولاء وانتماء إلى وطن مهما قدم الناس من مواكب وكواكب الشهداء، يظل العطاء قليلاً في مقابل عطاء الوطن الجزيل.. هذه هي الإمارات، بابتسامة القيادة.. ترسم لوحة بارعة رائعة ناصعة، ساطعة، ترفرف في سماء الدنيا، علامة فارقة يشهد لها الكون بأرجائه وأنحائه، وحنانك.. حنانك، شهد ومهد، ورسالة سامية، يشرق بها الغد، وتزدهر أحلام الناس، بالحب ومزيد من الالتحام بقضايا الوطن، وآماله وطموحاته. كفك سيدي، وأنت تضع الراحة على الراحة، وتملي النظر في وجه من انفرجت أساريره، وهو يغرف من الحنان، وقلبه يعرف لحن البقاء، فإن وقَّع الشهيد اسمه في قائمة الأبرار والصديقين فإن من صار من بعده يحسب أيام الغياب، ويحسبه حضوراً أبدياً، على صفحات التاريخ وفي ثنايا الوطن وفي وجدان الشرفاء. كفك سيدي، وطن يطوق الوجدان، ويحيي رميم الإنسان ويعيد للشطآن بياضها، ورياضها، يعيد للوجود عشبه الأخضر وأشجاره المورقة. لقاءات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مع ذوي الشهداء، هو سفر بعيد.. بعيد في ثنايا الوجد والوجود، ويرسم الصور المثلى بسجايا القائد الملهم، الذي يضع قضايا الناس، عند وجيب القلب، وفي اتجاه الضمير الواعي، لأهمية وضرورة وإلحاح، الحاجة إلى تلاحم الإنسان والإنسان، والإنسان والقيادة لأننا جميعاً في قارب الوطن، أرواح تسافر باتجاه المهجة، ونحو فلذة الفؤاد، إنها الأرض، التي على ترابها تسمق أشجار الحب، وتتفرع أغصان الوعي، ليصبح الوطن هو الساكن المتمكن من الشريان والوريد.. هذه اللقاءات سيدي شموع في ظلام العالم، تنير للآخرين الدرب، وتعرفهم كيف تكون القيادة وكيف يكون القائد زعيماً ومحوراً وجوهراً، ومركز التقاء المشاعر. هذه اللقاءات هي سجية أهل الإمارات، وجذر تاريخها وتقاليد أبنائها، وقيمهم، ونخوتهم، وشيمهم، وعلامتهم المميزة والاستثنائية من دون الآخرين. هذه اللقاءات هي القدرة الفائقة التي وشمت قادتنا وزعماءنا وسادة بلادنا، ما يجعل الحب هو القاسم المشترك بين الجميع.