- من الأمور التي توتر الكثيرين أن يكون الواحد بصدد شراء بطاقة السوق الحرة، في أحد المطارات لعل الحظ يحنّ، والبخت يعنّ، ويأتي النصيب بما عجزت عنه الأيام، وساعة الشراء يكون هناك هندي أو أكثر يريدون الشراء، فيكفهر حظك، وتعرف أن الجائزة ذاهبة لبعيد، وعند أحدهم، فتتردد هل اشتري بخسارة؟ أم أعاند الهندي وحظوظه الكثيرة، بصراحة أنا أتلفت يمنة ويسرة قبل الشراء، خوفاً من وجود سالب الحظ ذاك، المهم حتى لو اشتريت بوجود تلك العصابة من حولك، ستذهب وأنت غير متفائل، وترى الجائزة بين عينيك، والهندي فرح، وعيناه تبرق بأصفارها الستة! - كل ما أمر عند مبنى قديم في لندن بشبابيكه التي لا ترى منها شيئاً، تشعر ببرودته الدائمة، وأن فيه ملفات وخزائن حديدية تسمع لها صريراً إن فتحت، تضم جرائم مسجلة ضد مجهول، وأسرار شخصيات كانت مهمة، وتتردد على لندن ببذخ، واليوم يضيفون لملفاتهم تقارير الأطباء المعالجين، ونوعية الأدوية الموصى بها لهم في مرضهم اللندني الأخير على ما يبدو! - لاشك أن الأميركية كلغة أكلت من حصة الإنجليزية، بحيث جعلتك تشعر أن الإنجليزية خلقت لعجائز لا يبرحن من جنب المدفأة، وهن يتناولن ذلك الشاي بالحليب الفاتر، وتمنعهن « كلاسيكيتهن» المنقرضة من الفرح بما يحدث في الشارع! - الإنجليزي يمكن أن يركض تحت المطر والبرد القارص بسروال قصير، و«صيمه» ظاهر، لكنه يصر أن يحمل مظلة تقي رأسه من البلل، من قال: أن النعامة تفعل فعلها في الرمل! - يعني كل شيء يمكن يتغير، حتى البلاليط، وضع الإماراتيون عليه بعض التحسينات والتعديلات، إلا الفطور الإنجليزي، مثل ما «احيده» قبل أربعين سنة، والمستمر على نفس الشاكلة منذ أيام الاستعمار الانجليزي في البحار البعيدة، فاصوليا حمراء، و«توست»، وحبوب، ومشاكل لا تؤكل في حينها، ولمرآها من اللحوم المدهنة، ويقولون لك: « والله إنجليش بريكفاست»، طيب غيروا شوي، وخليكم مثل الإماراتيين حينما أدخلوا على «بلاليطهم» بعض التحسينات! - بصراحة.. ما في أنحس من العجائز الإنجليزيات، لو تدّق لهن الماء بيقولن: بعد نريد أنعم، وإذا تقدر تعال و«عاشيهن»، والله النشبة، واللي يفكك منها! - كل الرجال يصبحون مغلوبين على أمرهم في آخر حياتهم، لكن مثل الإنجليزي ما شفت، حتى مصرفه بقياس، ويصبح شخصية فَرِقَة، وخائفة من أشياء كثيرة غير واقعية، وتعجل عجوزه به نحو هاويته التي لم يخترها، ويظل طوال حياته الأخيرة، يشكر زوجته، ولا يعجز، على أشياء لا تستحق في الأساس الشكر الكاذب، لذا نشكر الظروف أنا الكثير منا ليس «مستر براين» الذي يعتقد أنه مقصرّ على الدوام! amood8@alIttihad.ae