انتهت قضية فاندرلي أم لا.. ما الحكم الأخير لها؟ لا شيء! ولماذا تم تسلم المذكرات وأوراق دفاع محامي الطرفين؟ ولماذا أتعبوا الإدارة القانونية لكل الأطراف في البحث والتقصي وسد الثغرات أو اكتشافها؟.. ولماذا أخذت مداولات القضية كل تلك المدة التي وصلت إلى أربعين يوماً، وظهر من خلالها القضاة وهم يستمعون ويناقشون ويديرون الجلسات والكاميرات تنقل والإعلام يسجل والاتحاد والناديان صاحبا الشأن في حالة ترقب وارتباك واستنفار، وفِي النهاية اكتشفنا أن قرارات لجنة شؤون وأوضاع اللاعبين غير قابلة للطعن! هل كنّا نحتاج لأربعين يوماً كي نكتشف هذا البند؟ وهل كنّا نحتاج لكل هؤلاء المحامين والمستشارين واللجان والجدال كي يتفق المعنيون على عدم جواز الطعن؟ كادت الجماهير أن تصل لمستوى مخيف من التراشق، وكاد الاختلاف أو التقاضي بين العين والنصر أن يصل لحد القطيعة، وكاد الوضع أن يحول الساحة إلى شقين، كل شق متعاطف مع طرف، وكل ذلك بسبب طول مدة عمل اللجان القانونية، وبسبب كثرة درجات التقاضي وآلية عملهم البطيئة والرتيبة! من يظن أن العين خسر القضية فهو مخطئ ومن يعتقد أن النصر هو من كسب هو أيضاً مخطئ، ومن يجزم أن لجنة أوضاع اللاعبين هي الكاسب الأكبر فهو مخطئ أيضاً، فلا المدان بريء ولا المتهم عليه منتصر! ولا لجنة قانونية اتخذت قراراً مباشراً، فالكلمة الأخيرة كانت «عدم اختصاص» وهذا يعني أنه كان بالإمكان الانتهاء من كل ذلك في ظرف دقائق ورفض احتجاج العين من أول اجتماع. النصر خسر حين أوقف فاندرلي، والعين خسر حين اعتبرت مشاركة فاندرلي صحيحة لأن ليس في سجله أي إنذار أو عقوبة إدارية وليس لآلية قيده أو مدى قانونية تسجيله! احسبوا معي.. نحن لدينا لجنة انضباط ومن ثم الاستئناف، وإذا اعترض أيضاً أحد فسننتقل إلى هيئة التحكيم، والتي تنبثق منها لجنة التمييز، وهناك لجنة فض النزاعات وهي المختصة بقضايا وشكاوى العقود، وهناك اللجنة القانونية المختصة بالتشريع والاستشارة القانونية، هل نحتاج لكل هذه الدرجات واللجان؟! تكاليف النقل التلفزيوني والاستوديوهات التي فتحت بالساعات والتغطية الصحفية وفواتير مكاتب المحاماة والمستشارين لكل الأطراف وبدلات الاجتماعات والمداولات والوقت الذي ضاع من كل ما حصل من الذي سيعوضنا عن كل ذلك! كلمة أخيرة ننتقد ونعترض ونحتج ونختلف، وقد نتقاضى، ولكن هناك منطقة حساسة يجب الحذر منها وهي الذمة والأمانة والشرف. ابتعدوا عنها! Omran.mohamed@alittihad.ae