الإدارة هي أهم شيء، نحن في إدارة الرياضة فاشلون.. عدد سكان العرب يبلغ 300 مليون وهو عدد السكان نفسه في أميركا، ولكن انظروا إلى عدد ميدالياتنا، وعدد ما يحققه الرياضيون الأميركيون في الأولمبياد، لابد أن نصلح الحال. المقدمة أعلاه هي إجابة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على أحد الأسئلة أثناء كلمته الملهمة في القمة العالمية للحكومات. فهل تسمح لي يا صاحب السمو أن أقول لماذا فعلاً نحن فاشلون!.. وصل السبّاح الإماراتي يعقوب السعدي أولمبياد ريو دي جانيرو، تفاجئنا كلنا أنه سيشارك في المنافسات لوحده ومن دون مدرب، فالمدرب الخاص بالسباح كان في إجازته السنوية، واللاعب جاء إلى أكبر محفل رياضي وحيداً، وشارك وحيداً، ووصل في نهاية السابق وحيداً وأخيراً!. نحن فاشلون يا سيدي، فقد شارك العداء سعود الزعابي في الأولمبياد في فئة 1500 متر، علماً بأنه ليس لديه أي رقم أو مشاركة في هذه الفئة، وهو أصلاً متخصص في فئة 800 متر، ولكن ولكي نثبت أننا فاشلون فقد أقحموه في فئة 1500 من باب حكمة «مشي حالك».. علماً بأن العداء نفسه لم يكن يعلم بمشاركته، إلا قبل البطولة بشهر! نحن يا طويل العمر غارقون في الفشل، فقد انشغلنا بصراعات الانتخابات، أكثر من خطط اللعبة، وانهلنا بطلباتنا المادية لهيئة الشباب والرياضة، وليس هناك مسؤول واحد يستطيع بعد كل هذه السنين، أن يعتمد على ذاته في إيجاد الموارد لاتحاده، رغم أنهم قبل الانتخابات يفرشون لنا الأرض زهوراً!. نحن جداً فاشلون حتى في اختياراتنا، فرئيس اتحاد الكرة لاعب كرة يد سابق، ورئيس اتحاد السباحة، ليس له دخل في اللعبة، ورئيس اتحاد اليد كان لاعب كرة طائرة وهلما جرا! كروياً يا صاحب السمو، نحن نقدم ظاهرة كونية غريبة.. غرقنا من كثرة الوعود واللعب بالكلام وكثرة التنظير بمصطلح التطوير، والأندية تصرف موسمياً مئات الملايين من أجل أن تفوز ببطولة جائزتها 20 مليون درهم، واللاعبون يتسلمون رواتب أكثر من الوزراء أضعافاً، ولكنهم لا يسهمون عن طريق بيع قمصانهم أو الإعلانات من إضافة 10 آلاف درهم لخزينة النادي!. حتى على المستوى الإعلامي، نحن شركاء في هذا الفشل، ننشر وعود المسؤولين ولا نحاسبهم، ننتقد بقسوة وبعدها ننسى.. نسأل أصحاب القرار ونترك لهم حرية الإجابة حتى لو كانوا يخدعوننا بها.. فنحن طيبون جداً! كلمة أخيرة بعض المتسببين في هذا الفشل لم يشعروا بمرارة الكلمة، فهم معتادون عليها أصلاً!.