قمة الحكومات على ظهر موجة سليلة الماء والصحراء، قمة الحكومات، تستشرف من دبي كيف يكون الفضاء الإنساني، مشجراً بأوراق الحياة، وكيف تكون الأرض مرصعة بنجوم السعادة، وكيف يكون البحر مخصباً بزعانف البهجة، وكيف تكون الجبال مخضبة بشموخ الذين ينسجون حرير الحياة، ويلونون قماشة المستقبل بالمثابرات والمبادرات، والسير قدماً من دون لجلجة أو قلقلة، ويرسمون طريق الناس بالثلج والماء والبرد، 150 متحدثاً و4000 شخصية مشاركة و138 دولة. إذاً فالعالم يحضر هنا على أرض الإمارات، مزملاً بأفكار وأخبار، وأسبار، وأنهار من القيم لأجل إنسان موئله الأمان، وموطئه الحب، ومسعاه بناء علاقات بشرية، تقوم على الاحترام والتكامل، والأخذ بالإرادات نحو غايات وأهداف سامية. قمة الحكومات هي القيمة والشيمة، وهي الحلم الإنساني يتمشى على شاطئ نحتت صفحات محاراته بوح الطير، وفوح الخير، نابتاً من أرض صحرائها تاريخ النشوء والارتقاء، ولفافتها سر اكتناز المطر في الغصون والشجون، ولجيادها لمحة الطموحات الكبرى، عند رأس كثيب معشوشب خصيب. قمة الحكومات تفتح صفحات كتاب الزمان، ليقرأ العالم كيف تكون الأوطان مزدهرة، عندما تطوق بالحب، وكيف يكون الإنسان زاهياً عندما تكون قلائده فرائد وقصائد. في الإمارات، الزمن يذهب بالكلمات، فنضع على الحروف نقاط المعنى قدماً، وليس التوقف. في الإمارات تتحرك رمال الذاكرة، فتمد خيوط المعرفة ما بين الجديد والجديد، وما بين الجديد والقديم، وكل الفواصل أنصال طموحات لا تجف ولا تكف، بل هي تغرف من معين أفكار، والأفكار تولد من فكر فلسفي له ميدانه وميزاته في رسم المعادلات، وتشكيل الجمل الفعلية لأجل أن تصبح الرواية غاية، ولأجل أن تكون غاية الإنسان في هذا البلد هي أن تضاء مصابيح الكون بنجوم الذين لا يطفئون أنوار الحياة بالحقد، بل يشعلونها بقناديل الحب، وينثرون عبير الأحلام كي تبقى الليالي، ساهرة على جفون المحبين، وتهدهدها وتربت على أكتاف العشاق، لمزيد من البذل والعطاء، ومزيد من الفعل والسخاء. هكذا هي الإمارات، هي كالوردة تمنح العطر من غير شروط لأنها تحب من غير شروط، ولا شرط يعلو فوق الحب، لأنه ماء الروح إن جف معينه بهتت لوحة الحياة، وذبلت شرايين الأرض، وأصبح الإنسان كائناً لا أخلاق له غير أخلاق الضواري. قمة الحكومات السارية على جناح الطير تهفهف وترفرف، وتعزف لحن الخلود الإنساني، ما دامت على أرض الإمارات، وما دامت ضمن إرادة قيادة آمنت أن الإنسان هو الحقيقة، وحقيقة الإنسان أن يعيش سعيداً.