عندما يشعر المواطن والمقيم أنه جزء من نهضة البلد، وأنه مسؤول في مجال عمله عن سلامة المعطى ونظافته. القواسم المشتركة هي التي تخلق التماسك، والإحساس بالمسؤولية، وتؤكد الالتزام الوطني والأخلاقي بمفاصل ما يدور بين يدي الموظف. والإمارات منذ بدء التأسيس، وهي حاضنة للأفكار البنّاءة، جامعة للألوان والأشكال، ما جعلها لوحة تشكيلية فسيفسائية زاهية بوجدان الناس جميعاً، المواطن والمقيم على حد سواء، الجميع متساوون في المسؤولية، وكل في حدود دائرته الضيقة أو الواسعة، فجميعها تشكل محيطاً يختزل شواطئ الفرقة والتمزق. ففي بلد يؤمه أكثر من مائة جنسية، والكل يحكمه قانون أخلاقي صارم وحازم، ولكل يعمل بمسؤولية الحفاظ على الحياة، ومن غير القيم الإنسانية لا يمكن أن يحقق الفرد نجاحه، كما لا يمكن أن ينجز الوطن مشروعه الحضاري. وفي بلد أصبح الأمن عنوانه، والحب نهره الذي يرتوي منه الجميع، فلا يمكن أن نرى غير هذا المشهد الزاهي، وهذه اللوحة المرسومة بحب، والمنحوتة بعشق والمكسوة بماء القلوب المخلصة والصادقة. الإمارات أصبحت الموئل الذي تخفق له القلوب، وترف من أجله الجفون، لأنها فتحت النوافذ على الهواء الطلق، فلم يبق من رواسب تعكر الصفو، ولا تراكمات تغشى العيون، وفي ظل هذا الصفاء، نجد بلادنا جزيرة عملاقة تطفو على عذوبة الحياة، وتقترب من أفئدة العشاق، فتلهمهم الوعي بأهمية الانتصار للحب، لأنه الاكسير الذي يرفع المناعة من أي ضعضعة أو ضعف، وهو قوة الردع لأي انتهاك لمشاعر الناس، وهو حاصل جمع الإنسان + الحياة، ضد حاصل طرح الإنسان + الموت، الذين يحيون هم وحدهم، الذين يصنعون مجد الإنسانية، وهم وحدهم الذين يكبحون جماح الكراهية والكارهين. والإمارات هي وطن العشاق، والأشواق الناهضة نحو الآفاق، الإمارات واحة الطير، وباحة الخير، وسفر التكوين في الجود والجودة وجياد الصحراء النبيلة، وأحلام النخلة الأصيلة، الإمارات في الطريق إلى الفضيلة، لامست الحب أولاً فارتوت وأروت واستمرت الرواية، ولازلنا نرتشف من هذا العذب الفرات، لأن الحب كائن لا نهائي، ولا أبعاد له سوى فكرة الإنسان عن نفسه، وعن دوره في الحياة، وعلاقته بالآخر. نحن والحب كما هي النخلة والأرض. Ali.AbuAlReesh@alIttihad.ae