شاركت الإمارات في إحياء اليوم العالمي للإنترنت الآمن من خلال مؤتمر نظم بهذا الخصوص برعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. وقد حرصت «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في تصريح لسموها عشية انعقاد الحدث العالمي التأكيد على أهمية المؤتمر الذي استضافه «الاتحاد» ودور الأسرة في هذا الجانب، وتوجيه الوالدين لأبنائهم بحسن استخدام هذه الوسيلة. تأكيدات تتجدد معها النظرة المسؤولة لمهام الأسرة والوالدين في المقام الأول لحماية الأبناء مما يحمله هذا الفضاء الشاسع الذي يبحرون فيه، وهم يتصفحون الإنترنت. جعل البعض من الإنترنت وسيلة لتحقيق مآربهم الدنيئة، باستهداف النشء، وجعلوا منها منصة لترويج سموم المخدرات والمؤثرات العقلية، ومنهم من اتخذها مطية لاستدراج الأطفال للاتجار بهم أو استغلالهم جنسياً. وهناك برابرة العصر الذين يتخذون من الشبكة العنكبوتية وسيلة لنشر سمومهم وآرائهم المتطرفة واستقطاب وتجنيد الشباب إلى صفوفهم، وفي أضعف الأحوال استمالتهم إلى جانبهم وتحويلهم إلى أبواق لتمجيد وتزيين أفعالهم الإرهابية. من هنا تكتسب الجهود الكبيرة وتنظيم مثل هذه الفعاليات العالمية أهمية خاصة لتعزيز مبادرات الجهات المعنية، وفي مقدمتها وزارة الداخلية من أجل تحصين المجتمع بأسره من مخاطر إساءة استخدام الإنترنت، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي التي يجهل الكثير من النشء مخاطرها، معتقداً أنها فضاء مفتوح بلا قيود أو ضوابط. العديد من هؤلاء لا يدركون التبعات القانونية لإعادة إرسال تغريدة أو نشر مقطع مصور على» الواتساب» أو إبداء الإعجاب بمنشور على «الفيسبوك»، وهي أفعال ربما تبدو بسيطة، وتندرج تحت إبداء حرية التعبير، ولكنها رسمياً قد لا تتوافق مع أحكام مواد القانون الاتحادي رقم5 لعام 2012 بشأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات. لذلك يستوجب الأمر من الأسر حسن المتابعة فيما يتصفح الأبناء ويشاركون فيه، وتقديم النصح والتوجيه الأبوي، ومشاركتهم الاهتمامات، وتنبيههم إلى مكامن الخطر وتحذيرهم منها، ورفع درجة وعيهم الأمني لتحصينهم من مخاطر المتربصين بأمن وسلامة المجتمع الذين يريدون اختراقه. وتعرية زيف المزاعم التي يروج لها أولئك المجرمون والإرهابيون، وتشجيع الأبناء على طلب المعرفة من مصادرها الصحيحة، ليظل مجتمعنا عصياً على كل من يريد به شراً. ali.alamodi@alittihad.ae