قلنا لا بد أن يكتمل النصاب، وهذا ما حصل، والقمر الذي أفل أطل واكتمل، وفعلها أصحاب السعادة، وعادوا إلى آسيا من بابها الواسع، عادوا ليذكروا آسيا أن أنديتنا لن تقبل بحصة ناقصة، وفي ظل الأجواء غير الصحية التي عانت منها كرتنا في الفترة الماضية، كنا بحاجة إلى شيء من الفرحة، وأخبار سعيدة تهل علينا كأنها الأمطار تغسل الأجواء وتنقيها مما علق فيها من غبار، وأمس الأول في استاد آل نهيان كان كل شيء رائعاً، الشكل والتنظيم والحضور، التفاعل والتشجيع والجمهور، تكاملت الأدوار وامتلأت المدرجات وتلاحم الجميع، وكانت العودة، فما أروع الجمهور وما أجمل الوحدة. عاد الوحدة بعد طول غياب، وبأداء مميز وثلاثية، انتزع مقعده في دوري المجموعات للبطولة الآسيوية، عاد ليشارك أقرانه الثلاثة رحلة البحث عن الأمجاد، لم تنته المهمة بعبور الملحق بل لم تبدأ بعد، والعبرة في القادم من الأيام، وعندما تظهر فرقنا في انطلاقة دوري أبطال آسيا بعد أيام قليلة، هي لا تمثل نفسها، ولكنها تمثل هذا الوطن كله، ومثلما وقفت الجماهير بالأمس موقفاً مشرفاً خلف الوحدة، ننتظر أن تكون كل مدرجات أنديتنا في هذا البطولة كاملة العدد. من أين لنا هذا؟، لماذا لا نظهر سوى في الأحداث والمناسبات؟، هذا هو الجمهور، إذا قام بدوره المطلوب قادر على صنع المعجزات، وتسهيل الصعوبات، وقادر على إكمال النقص، وسد العجز، هو اللاعب الأول في كل زمان ومكان، هكذا كان جمهور الوحدة في مباراته أمام الوحدات، هكذا كانت جماهير الإمارات، جاءت من كل مدن الدولة لتقف خلف ممثلها، لتشد من أزره، وتمنحه قوة إضافية، ليسيطر على الملعب بالطول والعرض، هذا هو التعريف الحقيقي والمعنى الأصيل لأفضلية اللعب على الأرض. جمال كرة القدم ليس في الأزمات، ولا في الخروج عن النص، والابتعاد عن المستطيل الأخضر والانشغال عنه بمشاكل داخلية، ومهاترات جانبية، جمال كرة القدم الحقيقي كان هناك، في استاد آل نهيان، كان كرنفالاً احتفالياً ومهرجان، هذا هو المعنى الأصدق للعمل والإجادة، هذا هو الذي يستحق الإشادة، فأثبتنا أننا قادرون على صناعة كرة القدم على أصولها متى أردنا، وأثبتنا أنه لا عذر لنا، وأمس الأول تجلى جمال كرة القدم الحقيقي فكان الوحدة في أبهى حضور، وكانت روعة الجمهور، والتشجيع المثالي وثلاثة أهداف وفوز وتأهل وفالدي وتيجالي وسمعة، وبهذا اكتملت كل عناصر المتعة. Rashed.Alzaabi@alIttihad.ae