أعلنت وزارة التربية والتعليم، إطلاق منظومة الاختبارات الوطنية القياسية الإلكترونية باسم «اختبار الإمارات القياسي» «إم سات» الخاص باللغة الإنجليزية كبديل لاختبار«سيبا» في الجامعات الحكومية، ويكون اختيارياً في الجامعات الخاصة بدلاً عن اختباري «آيلتس» و«توفل»، وذلك اعتباراً من العام الدراسي الجاري. كنت أتمنى تعميم هذه الخطوة المتقدمة من الوزارة على مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة كافة، على حد سواء، لتصحيح وضع غير صحي في الميدان التربوي والتعليمي من جراء ممارسة غير مدروسة بصورة علمية صحيحة، وفرضت علينا اللغة الإنجليزية كلغة تدريس في جامعاتنا من دون التأسيس الصحيح للطلاب الذين دفعوا الثمن غالياً، وأهدروا من الموارد والوقت الكثير فيما كان يعرف بالتأسيس والإيفاء بمتطلبات «آيلتس» وتوابعه، وما ترتب على ذلك من انتشار «أكشاك» الاتجار بالتعليم وأعداد الطلاب لخوض ذلك الاختبار الذي يجنون من ورائه ملايين الدراهم. وقد عرضت مثالاً لمكان واحد فقط في أحد فنادق الخمس نجوم بالعاصمة، كان يدر أسبوعياً مليون درهم من تلك الاختبارات، ناهيك عن بقية المقار المعتمدة للتقدم للاختبار في مختلف مناطق الدولة. «إم سات» نتمنى أن تكون فعلاً مدخلاً تصحيحياً لوضع اختل جراء التجارب المتلاحقة لوزارة التربية والتعليم، والتي لم تؤتِ الثمار المرجوة منها كما كنا نتوقع. وحتى تجربة «أبوظبي للتعليم» فيما يتعلق بمدرسي اللغة الأم «النتيف سبيكرز»، لم تختلف عما سبقها، لأن الأساس والتأسيس كانا ضعيفين. ونتمنى أن تكون بالفعل «مبنية وفق معايير وطنية، وتمت صياغتها اعتماداً على مواصفات أوروبية»، كما قيل في معرض الترويج لها. الاختبارات الجديدة «إم سات» تشمل ثمانية اختبارات لما يتراوح ما بين ستة إلى ثمانية صفوف، ستطبق على الطلاب هذا العام، ونتمنى أن تكون تجربة ناجحة تعبر عن المستوى الحقيقي لهم، وبمستوى الشفافية المطلوبة، بعيداً عن التقارير المنمقة التي يصر عليها البعض لإبراز نجاحاته- كما يراها- من منظوره. في كثير من مبادراتها تشعر كما لو أن وزارة التربية والتعليم تغرد بعيداً عن توجهات الدولة الخاصة بإعلاء شأن اللغة العربية، بدليل قرارها الغريب تدريس «التربية الرياضية» باللغة الإنجليزية. مرة أخرى نتمنى أن تكون الاختبارات الوطنية الجديدة قد حظيت بما تستحق من دراسة وتدقيق، وأن تساعد الطلاب فعلاً في إكمال مسيرة تعليمهم العالي، وبما يعبر عن مستواهم الدراسي الفعلي.