الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

اختفاء المواهب يهدد الكرة الخليجية!

اختفاء المواهب يهدد الكرة الخليجية!
29 ديسمبر 2017 22:55
الكويت (الاتحاد) في ملاعب الكويت ظهرت أسماء وتألقت وجوه ولمعت مواهب. مع «أخضر الرديف» كان المنتخب السعودي يحجز مقعده في المستقبل رغم الخروج من الدور الأول، حيث شارك بمجموعة من الوجوه الجديدة تركت بصمتها ورحلت. وبين صفوف الأبيض هناك علي سالمين ومحمد المنهالي وخليفة مبارك وريان يسلم، ومع الأحمر البحريني والمنتخب العماني شهدت البطولة مولد مواهب جديدة . ولكن كل هذا لايكفى، لأن بطولات الخليج كانت دائماً هى المحطة الأولى لأصحاب المواهب الإستثنائية، وفوق مسرح الخليج شاهدنا أجمل العروض لمواهب عاشت طويلاً ومازالت وسطرت أروع الانجازات مع بلادها لسنوات وسنوات. هكذا عودتنا البطولة العريقة في سنوات الزمن الجميل، حيث خرج من بين ثنايا الحدث الخليجي العديد من الموهوبين، وكانت كأس الخليج بالنسبة لهم مولد نجم يسطع في سماء اللعبة، والتاريخ ليس بعيداً عن النجوم والمواهب السابقين، ونذكر منهم فهد خميس، وعدنان الطلياني، وزهير بخيت، وماجد عبدالله، وفيصل الدخيل، وجاسم يعقوب، وسامي الجابر، وفؤاد أنور، وعلاء حبيل، وهاني الضابط، وياسر القحطاني واسماعيل مطر، وجاسم الهويدي وعمر عبد الرحمن، وعلي الحبسي، وحمود سلطان ،وكثير من الأسماء التي لمعت وتألق بريقها في أجواء اتسمت دائماً بالندية والسباق الجميل. ومع ذلك الملاحظ أن السنوات الأخيرة شهدت حالة تراجع في إفراز المواهب الخليجية، بصورة لافتة للنظر، ومنذ دورتين سابقتين لم تظهر على السطح أسماء جديدة، وحتى الدورة الحالية في الكويت، لم نشهد لاعباً واعداً يستحق أن يكون حديث «خليجي 23»! وفي هذا التحقيق نرصد مواهب الخليج ونناقش أسباب تراجع عددهم، من خلال آراء وتحليل خبراء ونجوم اللعبة السابقين أصحاب التجارب، ومنهم من أثرى ملاعبنا بموهبته في الزمن الجميل. قال صالح العصفور المدرب الكويتي: خلال المواسم الثلاثة الأخيرة لم نشهد مواهب كثيرة، وهذا عيب خطير أصبح يمثل ظاهرة بصورة واضحة في عدد كبير من أندية الخليج، وهو ما يجعلني أقول إن الكرة الخليجية تعاني حالة من «العقم» في إفراز المواهب، ونأخذ مثالاً حياً للكرة الكويتية، ومنذ ما يقرب من بين 8 إلى 9 سنوات لا يزال بدر مطوع هو نجم الكرة الكويتية، ولم نجد من يتنافس معه، والأمر نفسه ينطبق على عدد كبير من دول الخليج، وهذه نقطة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لدى الأندية. وأضاف: ربما يكون أحد أسباب وراء غياب المواهب، هو استقدام عدد كبير من اللاعبين الأجانب جعلتنا ننسى مواهب الخليج. وتطرق صالح العصفور إلى حالات معينة لمعت في البطولات الخليجية، ولكنها اختفت سريعاً، وقال: سعدنا عندما شاهدنا أحمد كانو في الكرة العُمانية، وهو لاعب وسط يمتلك موهبة كبيرة وإمكانيات فنية وبدنية، وكذلك فوزي بشير، وفي البحرين هناك محمد سالمين في فترة قريبة، ولم يخرج لاعب بعد سالمين يشد الأنظار، وفي الإمارات ما زلنا ننتظر مشاركة إسماعيل مطر ليعدل مسار «الأبيض» عندما كان في القائمة قبل غيابه للإصابة. وأضاف: ما يحدث في ندرة المواهب يعود إلى «غفلة» الأندية على مستوى الخليج، وعلى سبيل المثال أشاهد دوري الخليج العربي، وأرى الأجانب على أعلى مستوى، وأصبح تفكير الأندية هو كيفية الفوز بلقب الدوري، حتى لو كان على حساب اللاعب الخليجي، من خلال الاستعانة بلاعب أجنبي يقلب الموازين في المنافسات المحلية، وأصبح التركيز الأكبر على الفريق الأول والأجانب، مع إهمال بقية قطاعات الكرة بالنادي، وهذا يجعل المواهب يتقلص عددها. وأكد فؤاد أنور نجم الكرة السعودية الأسبق، أن كأس الخليج مسرح ظهور النجوم على مدار سنوات طويلة، ودائماً يبرز عدد من اللاعبين، وقال: بصفتي قريباً من المنتخب السعودي، أرى أن هناك أسماء سيكون لها شأن كبير. وأضاف: المواهب ليست فقط قليلة في الخليج حالياً، بل إنها نضبت على مستوى العالم أيضاً، وهي ظاهرة غريبة للغاية، فلم نعد نشاهد مولد نجم كل عام أو حتى كل عامين وثلاثة، وهذا أصبح مثار جدل ونقاش كبيرين، وفي الوقت الحالي أصبح هناك تطور في كيفية صناعة اللاعبين. وقال فؤاد أنور: التطور الحالي يتمثل في صناعة مواهب والكرة الحديثة تركز حالياً على كيفية اللاعبين وكرة القدم لا تقل عن الصناعات الموجودة، وفي أوروبا تحديداً عندما تراجعت الموهبة بدأت هذه الدول في السير قدماً نحو هذا التوجه المهم. وأضاف: الكشف عن هذه المواهب أيضاً عملية مهمة للغاية، ولا بد من الاهتمام بقطاع مهم للغاية يتواجد بيننا وعلينا الاستفادة منهم سواء في السعودية أو الإمارات، وهم العناصر التي ولدت بالدولة، وسنجد بينهم المواهب المطلوبة، وفكرة أبناء المواطنات ومواليد الدولة سواء في الإمارات أو السعودية جميلة وتمناها الجميع منذ سنوات طويلة، ووصولها في الوقت الحالي أمر جيد. وشرح فؤاد أنور تجربة واقعية في السعودية حالياً لتكون نموذجاً لكيفية صناعة البطل، حيث قال: لدينا حالياً استراتيجية قصيرة المدى وأخرى بعيدة المدى، تتمثل القصيرة في الذهاب إلى 4 مدن هي الأكبر في المملكة، بحثاً عن مواهب ونجوم، ونجحنا في اختيار 30 لاعباً يتم التركيز عليهم الآن، وأما البرنامج بعيد المدى فيرتكز على تبني اللاعب الصغير من 10 إلى 14 عاماً، وهذه الفكرة يزدهر بها المستقبل في الكرة السعودية، ويجب عدم ربط المواهب ببطولة الخليج. وقال: الأندية أهملت اللاعبين الصغار للاعتماد على شراء اللاعبين، ولا بد من العودة إلى الاهتمام بالمواهب الصغيرة، ونملك العديد من المواطنين، لكننا اعتمدنا على شراء اللاعب الجاهز، ولو عدنا إلى الاهتمام بالنشء سوف تعود المواهب. وضرب النجم السعودي مثالاً لما هو عليه حال الكرة الخليجية التي أصبحت بعيدة عن الأحداث الكبيرة العالمية، فيما يخص بطولات المراحل السنية، حيث غابت منذ فترة عن التأهل إلى كأس العالم للناشئين. عبدالله صقر: المدرب يحتاج إلى «هرقل» في الملاعب! الكويت (الاتحاد) تطرق عبدالله صقر المدرب المواطن إلى «مواهب الخليج» من جوانب عدة، وقال: هناك أشياء كثيرة مرتبطة بهذه القضية منها أنه ربما يكون هناك موهبة ما، لكن اختيارات المدرب غير سليمة، وبالتالي يظهر التأثير الكبير على المواهب، حيث يرى بعض المدربين الاهتمام باللاعب البدني، بعيداً نسبياً عن المواهب، ونرى حالياً أن الاحتراف يحتاج إلى لاعب جاهز، بعيداً عن تحضيره وإعداده لسنوات طويلة، وهذه أزمة يعاني منها الكثيرون. وأضاف: توجهات المدربين حالياً تحتاج إلى «هرقل» في الملعب، بمعنى أنه يريد لاعباً قوي البنية يستطيع الصمود والأداء والقوة في الملعب، وهذا النوع والاختيارات في العمل تسهم في قتل المواهب، ولا بد من البحث عن سبيل جديد لاكتشافات مستقبلية متنوعة في الملاعب الخليجية كافة. وشدد عبدالله صقر على أن لاعبينا يقع عليهم العبء الكبير، في كيفية الاستفادة من موهبتهم وتوظيفها بالشكل المناسب، والمشكلة أن اختبارات الكرة تعتمد في الأساس على القوة البدنية، وهو ما يؤثر بالسلب على عدم الاستفادة من الموهبة والناحية الفنية الجمالية في المواهب التي تموت سريعاً. وقال: كأس الخليج هي دائماً البوابة الكبيرة للمواهب الخليجية، وأسهمت خلال سنوات ماضية في بروز العديد من الأسماء بالسعودية والكويت والبحرين والإمارات، ومع نقل التليفزيون زادت المواهب والانتشار الإعلامي أسهم في ذلك التطور الكبير. وعلى مستوى الإمارات حدد عبدالله صقر بعض الأسماء التي لمعت مع كأس الخليج، وقال: هناك في جيل السبعينيات سالم بوشنين وسهيل سالم وأحمد عيسى ويوسف محمد وجاسم محمد، ثم جيل آخر من سعيد عبدالله، وجيل عدنان الطلياني وفهد خميس ثم زهير بخيت. وعن عدم استمرار ظهور المواهب، قال: لا بد أن يكون هناك دوري قوي ومستقر جوهرياً، يسهم بطبيعة الحال في بزوغ مواهب يمكن الحفاظ عليهم، ولا بد من العمل باحترافية والتعاون المشترك بين الجهات العاملة في المجال. وأضاف: أغلب الاتحادات الخليجية تهتم بالفوز بالبطولة، ولذلك تأتي إليها بعناصر من كبار النجوم، وبات من الصعب الدفع بأي لاعب صاعد معها، وحتى الأجهزة الفنية تخشى المغامرة حتى لا تكون غير محسوبة وتخسر الفرق إذا لم تشرك النجوم الكبار. وقال: أحياناً تأتي منتخبات إلى بطولات الخليج، من دون إعداد جيد، ومن هنا لا يظهر اللاعب المحلي الصغير بالشكل المرضي عنه دولياً، بسبب ضيق فترات الإعداد لجداول البطولات المحلية المزدحمة، واللاعب الجديد يحتاج إلى وقت للانسجام مع زملائه الكبار في المنتخب. هاني الضابط: شمس النجومية تغيب سريعاً! الكويت (الاتحاد) أشار هاني الضابط إحدى المواهب الخليجية السابقة في الكرة في عُمان، إلى أن السنوات الماضية شهدت نجوماً كباراً يسطعون في سماء البطولات الخليجية، وتغير الوضع حالياً، حيث إذا ظهر نجم حالياً تغيب شمسه سريعاً، وأصبحت المنتخبات الخليجية لا تفرز لنا النجوم التي يمكن أن تعطي لسنوات طويلة، مثلما كان الحال في السابق. وقال: أصبحت الكرة الخليجية مصابة بـ«العقم»، رغم وجود المواهب في ملاعبنا، فإنها لا تنجح في الاستمرار لفترات طويلة، وهذه ظاهرة غريبة، وفي عُمان لدينا مواهب ظهرت في «خليجي 19»، وهو جيل ذهبي، وحسين الحضري واحد من هؤلاء الموهوبين، وهناك أيضاً بعد ذلك مع المنتخب الأولمبي حمود السعدي وقاسم سليم، ولكن ظهور اللاعبين بشكل لافت للنظر على فترات متقطعة. وأضاف: بطولة الخليج منذ ولادتها تقدم النجوم، ورغم عدم انتظامها في توقيت محدد، ليس سبباً في عدم ظهور المواهب، فالأساس هو الأندية التي يلعبون لها، ويأتي دور المنتخب في المراحل التالية. وتوقع هاني الضابط أسماءً عدة ربما يُكتب لها التألق، منها خالد الهاجري وعبدالعزيز المقبالي الذي يظهر للمرة الثالثة في بطولات الخليج، وهناك في وسط الملعب سعود خميس. وقال: المواهب التي تظهر في ملاعبنا حالياً ليست بشكل منظم أو خطط مدروسة، ولكنها بمحض الصدفة، ولا بد أن ننتبه إلى هذه النقطة، بضرورة عمل برامج طويلة المدى لنرى نجوماً في المستقبل. وأشار الضابط إلى أن المسؤولين عن كرة القدم في الدول الخليجية يتحملون جزءاً من مسؤولية عدم استمرار المواهب في الملاعب لفترة أطول، حيث نرى مثلاً قيام الجهاز الفني باستدعاء لاعبين تألقوا في مباراة أو مباراتين في الدوري، ما يجعل وصوله إلى صفوف المنتخب سهلاً جداً، ويعتبر بمثابة الحلم الكبير الذي تحقق، ولا يوجد لديه ما يقدمه، بعدما وصل إلى هدفه باللعب للمنتخب. وأشار إلى أن الحل يكمن في دراسة الأمر من جوانبه كافة، ووضع الحلول المناسبة التي تعيد النجوم والمواهب إلى بطولات الخليج مرة أخرى، كما كانت في السابق. حسين بابا: غياب المدرب البرازيلي أطفأ التوهج! الكويت (الاتحاد) شدد حسين بابا لاعب الرفاع والمنتخب البحريني على أن المواهب تقلص عددهم بمقارنة السابق، قال: شهدنا في السنوات الماضية، مولد أكثر من نجم في كل دورة. وأضاف: الكرة الخليجية تعاني حالياً حالة من العقم والتراجع عما كان عليه في السابق، وأعتقد أن هناك أزمة كبيرة تواجهنا في المستقبل، ومن يبرز حالياً على الساحة، هم من القدامى، مثل عمر عبدالرحمن الذي تألق في «خليجي 21» بالبحرين، وما زال نجمه ساطعاً في سماء الكرة الإماراتية والخليجية، وبعدها لم نشهد وجوهاً جديدة حتى الآن. وكشف حسين بابا عن بعض الأسماء التي ما زالت في واجهة ملاعبنا الخليجية، وقال: هناك نواف العابد وتيسير الجاسم في السعودية، وعلي مبخوت وعمر عبدالرحمن في الملاعب الإماراتية، وبدر المطوع الكويتي، والسر في ندرة المواهب وتراجعها يعود إلى عدم الاهتمام بالفئات العمرية، فضلاً عن تركيز الأندية على مدارس تدريبية معينة، تعتمد على اللياقة البدنية فقط. وقال: ربما يكون عدم وجود عدد مناسب من المدربين البرازيليين حالياً سبباً في ذلك، حيث بدأ التوجه نحو المدرب الأوروبي الذي يعتمد على القوة البدنية في الأساس، بخلاف المدرب البرازيلي الذي يهوى الموهبة، ويعمل على صقلها، لأن البرازيليين بلاد المواهب الكروية وأصحاب المهارات العالية. وأضاف: قلة الثقافة للاعب الخليجي، تجعله يصل إلى درجة معينة من الشهرة ويتوقف عن ذلك، بالإضافة إلى أن عدم مقارنتهم بالنجوم السابقين الذين ظهروا في كأس الخليج، وحظوا بشهرة خليجية وعربية وآسيوية، وكانت البطولة البوابة لعبورهم إلى التألق، بجانب أن البيت والمجتمع والنادي شركاء في المشكلة. وأضاف: الحقيقة لا نستطيع أن نحصر أسباب اختفاء نجومية اللاعب الخليجي أو البحريني تحديداً، بعد بروزه لفترة محددة في نقطة معينة، ولكن هناك أسباب عديدة، يأتي في مقدمتها قلة الوعي لدى اللاعب، ومدى أهميته بتأثير ذلك عليه مستقبلاً، علاوة على عدم وجود التوعية التربوية من البيت والمدرسة، ولا يزال العديد من الأسر يجد أن مجال الرياضة، خاصة كرة القدم غير مفيد، ناهيك عن أن الأندية هي الأخرى يقع على عاتقها جزء من المسؤولية، نستطيع أن نُلخصه في عدم وجود التهيئة الذهنية والنفسية، وتجهيز اللاعب لمثل هذه البطولة، التي من المفترض أن تعود بالفائدة على اللاعب ومنتخب بلاده. سلطان الحوسني: الإعلام مسؤول رغم «الثراء»! الكويت (الاتحاد) شدد سلطان الحوسني رئيس نادي الخابورة العُماني، على أن بطولات كأس الخليج ما زالت ثرية من الناحية الإعلامية، إلا أنها لم تعد كذلك، من ناحية بروز المواهب، والسر يكمن في تركيز وسائل الإعلام على المناوشات في البرامج الحوارية، وليس تسليط الضوء على المواهب التي تبرز في البطولة، ولا يمكن اعتبار كأس الخليج عقيمة في مسألة إبراز المواهب، ولكن بكل تأكيد هناك نوع من التراجع قياساً بالماضي، لعدة اعتبارات، أبرزها ضعف التركيز الإعلامي على المواهب التي تبرز، قياساً بالماضي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©