* «آخر ديك في مصر، لف ودوران، حرامية في تايلاند، كابتن أبو رائد، زفافيان، حرب إيطاليا، علي المعزة وإبراهيم، الدادة دودي، بشتري راجل، عسل أبيض، جوازه ميري، بركة يقابل بركة» لكم أن تتخيلوا وضع السينما العربية البائس، من عناوين تلك الأفلام الهابطة، الجائحة، ذات الدرجة العالية من الشخلعة، وكأن سنوات السينما المصرية الذهبية راحت سدى، أفلام على تلك الشاكلة حتى جمهور «الترسو» «لن يقبلوا عليها»! * «لا أدري ما هي أسباب الحرولة في مجتمعنا المحلي، بنات في نهاية الأربعين وبداية الخمسين تلقاهن عظامهن ما يشيلنهن، ويظلن يشتكين من هشاشة في العظام مبكراً، على الرغم من أنهن لم يكن يروّن من الحليب، نشفن ضروع أمهاتهن، وبعدين دلة جاي حليب رايحة وأخرى جاية، وطلباتهن ما توقف، إذا حلبتوا الناقة أو البقرة لا تنسونا، وحليب العين ما يواحي له يتم في ثلاجة الجمعية، ومع ذلك تظهر عليهن بوادر «الكندمه»، ولا يتعظن من سيدات ألمانيا وسويسرا في الصيف، وشوفة العجائز هناك، تلقى عود الوحدة مصطلب، وبعضهن يسوق «سيكل بيدر» في الغابة واللي تسرح بعربة التسوق تتبع ظلها، ولا يوجد في قاموسهن معنى للحرولة»! * «لماذا يظل الطعم الأول لشيء أعجبنا عالقاً في الذهن، وتلوكه الذاكرة، ونظل نبحث عنه، لنعيد فرح التجربة الأولى، لكن ما إن نجده، وتتبسم له كل حواسنا، حتى تظهر التجربة في المرة الثانية مختلفة، وخالية من الدهشة الأولى، تذكرت ذلك حين جربت مرة طبقاً بوسنياً أيام سراييفو قبل الحرب عبارة عن مشويات على رغيف خبز خارج للتو من التنور مع قليل من الفلفل واللبن والسلطة المنوعة، لقد ظل ذلك الطبق في الذهن، ويكاد يتراءى لي ساعات الجوع، وأكاد أتتبع انبعاث رائحة الشواء مع الرغيف الساخن، لقد مرت سنوات طويلة، وقبل أيام وجدت الطبق البوسني نفسه، وفرحت، وكانت التجربة الثانية، لكنها جاءت مختلفة، ومغايرة، وليست كما كنت أتوقع، لم يتغير الطبق، أنا الذي تغير، الآن لم يتبق إلا طعم التجربة الأولى التي كانت في أحد شوارع سراييفو قبل الحرب»! * «مرات تقف تتأمل حضارات الشعوب، كيف كانت في زمنها الغابر، وكيف إنسانها اليوم الذي يقف عاجزاً، مهموماً بثقل التاريخ الذي يحمله، ولا يعرف كيف يتجاوزه، هكذا أبقى متأملاً اليوناني أو البرتغالي أو ذاك الآتي من بلاد فارس، حينما أصادفهم في طرقات مدن العالم، يشعرونك بزهو قدومهم، وثقل تلك الظلال الحضارية التي خلفهم، لكنهم اليوم كصورة في المرآة المشروخة»!