نظمت شرطة أبوظبي مؤخراً حملة توعية «لتعزيز الإجراءات الوقائية، والسلامة في فصل الشتاء»، ودعت خلالها «قائدي الدراجات النارية ذات الثلاث والأربع عجلات إلى الالتزام بالقيادة الآمنة، وعدم القيام بالاستعراضات الطائشة في المناطق الرملية «المخيمات الشتوية» والبرية، لتجنب وقوع الحوادث التي قد تعرض حياتهم والآخرين إلى المخاطر». خاصة أن هذه الفترة تشهد إقبال الأسر والعوائل على ارتياد البر مع اعتدال الطقس الذي يعد مثالياً خلال هذه الفترة من السنة للنزهات البرية، وهناك مناطق عدة في الدولة تجتذب عشرات الأسر، وتمتاز بمخيمات، الكثير منها يتوافر على تسهيلات ومرافق وخدمات أقرب لخدمات فنادق الخمس نجوم ما لم تكن أفضل منها. ولا يفسد مثل هذه الأجواء العائلية الجميلة سوى طيش مراهق بحركاته وقيادته غير المسؤولة في حيز ومكان به أطفال ونساء من دون أي اكتراث، لما قد يتسبب فيه من أذى لنفسه وللموجودين في المكان، بصورة تفسد أجواء المكان والفرحة بالرحلة. جهد طيب ومقدر من شرطة أبوظبي، نتمنى أن يمتد ليشمل طرق وشوارع العاصمة، وبالذات الخطر الذي يمثله أصحاب الدراجات النارية والهوائية بسبب عدم التزامهم بأبسط قواعد السير والمرور، خصوصاً عمال التوصيل، سواء التابعين للمطاعم أو البقالات. تجد سائق دراجة تسير من دون أضواء، يفاجئ سائق سيارة من جهة اليمين عند مخرج شارع فرعي بينما يكون كل تركيز الأخير منصباً على حركة السيارات القادمة من اليسار، وإذا وقعت الواقعة واصطدم بقائد الدراجة الحق عليه بحسب قانون المرور، ويدخل في دوامة طويلة، الكل في غني عنها. في هذه الأيام مع تحسن الطقس، نلاحظ إقبال الكثيرين، وبالأخص من المقيمين، على استخدام الدراجات الهوائية، وإذا كانت شريحة منهم ملتزمة بالأنظمة من حيث تزويد الدراجة بالأضواء وارتداء الخوذات الوقائية والقيادة في المسارات المخصصة لها، إلا أن هناك فئات أخرى غير ملتزمة بأي من تلك الاشتراطات، ليس ذلك فحسب، بل يزاحمون المشاة على طريق غير صديق أساساً للراجلين باعتراف دائرة النقل التي جلبت ذات مرة خبيراً أجنبياً ليؤكد لنا حقيقة مؤكدة، يعرفها الطفل الصغير قبل الشخص الكبير. والدليل أن الذي خطط شوارعنا لم يضع في حسابه وجود مشاة يقطعون الشارع للعبور نحو الجانب الآخر، فجعل لهم حيزاً صغيراً بالكاد يستوعبهم، خاصة عند التقاطعات الكبيرة في العاصمة أيام الإجازات والعطلات.