هم الأجمل والأصدق والأروع، هم السناء والعزة والفخر الذين يجلهم الناس والوطن، هم (الذرا) والسور الحامي من عاديات الأيام، عندما (تصك الحلقة على البطان) وحدهم الخالدون في الذكرى والذاكرة، هم الدرب الواضح والمبين لأجيال حاضرة وقادمة على أرض الإمارات، هم الذراع الأيمن القوي في صيانة البلد وأمنها عندما تنعق غربان الخراب والدمار، هم البحر والسماء والصحراء والأرض الحارقة والطامية والراعدة عندما تكفهر الأيام وتهدد الدار والناس والجار، منذ أمد التاريخ وصيرورة الزمن أن الأرض للأبناء الذين يدافعون عن مجدها وعزتها، وليس لأولئك النائمين على الأرائك والحالبين خيرات الوطن، أو حتى الساهرين على برزخ الوقت، المحتفلون بأنفسهم دون الأرض والدار، الشهب والنجوم والشمس والقمر وسناء الحياة المشرقة، هم أولئك الأبناء الشهداء الذين سطروا دروب الحب والوفاء والإخلاص لبلدهم وأرضهم، وكانت أرواحهم فوق الأكف، أين وجد ذلك الباغي الطاغي الذي يخطط ويدبر المكائد والشر داخل الأرض أو خارجها. ومنذ ولادة هذا الوطن وراية الشهادة حاضرة ومرفوعة فوق الهامات عالياً ليظل الوطن أيضاً رافع راية العز والمجد والأمن والأمان، ولعل الشهيد الأول البطل سالم سهيل هو النجمة الأولى التي سرى ضوؤها في سماء وطنه الإمارات، ثم تأتي زرافات الشهداء فيما بعد ليؤكدوا أن الوطن قوي بمثل هؤلاء الأبطال رجال الإمارات، حاضرين عندما تدق ساعة الفداء، وكم من صقر محلق بطائرته رسم خطوط المجد وعزة بلده عند النداء، وقدم نفسه وجهده في ظل الواجب وكم من بطل سرى خلف الجبال ليشق طريق النور والمجد ويحررها من رجس الشيطان الذي يصنع الحبائل والخطط المدمرة للجزيرة العربية والوطن، وكم من سيف صارم شق عباب البحر والمحيط لدك زوارق المرتزقة والأشرار وهد كيدهم ونظف البحار من خبثهم، كل هؤلاء الأبناء الذين تربوا على العزة والمجد وحفظ وصيانة الإمارات والجزيرة العربية، رحلوا شهداء إلى بارئهم، كانوا ناراً ونوراً، عواصف مدمرة بطائراتهم ودباباتهم وسفنهم، وأيضاً كانوا أنهاراً من العطاء وأزهاراً نثرت جمالها وزينتها على الجنوب العربي واليمن الذي سوف يكون سعيداً إن شاء الله.. يوم الشهيد هو أجمل الأعياد وأرفعها وأفخمها يستحق أن يقدم بصورة تترك عند الناس والشباب عظيم ما صنعه أبطال وشهداء الإمارات في ميادين القتال والعزة من مجد وفخار.