منذ عام 2003، وأنا أغطي دورات كأس الخليج إعلامياً.. كانت البداية هنا في الكويت من «خليجي 16»، واليوم أعود إلى الكويت أيضاً، وبطبيعة الحال، يستأثر البلد المضيف بمعظم الاهتمام والأحاديث وربما النقد، وزاد هذا الأمر في الكويت، ربما بسبب الظروف التي مرت وتمر بها، فهي عائدة منذ أيام إلى الكرة، بعد رفع الإيقاف عنها، من قبل الاتحاد الدولي، دفعت خلاله الكرة الكويتية الثمن غالياً. وطوال الأيام التي حضرت فيها البطولة، وأنا أسمع عن أسباب ما حدث ويحدث للكرة الكويتية التي تحتاج إلى بعض الوقت لتجاوز آثار التوقف والإيقاف، ولكن معظم ما سمعته تركز حول ما تدفعه الكرة في الكويت من ثمن باهظ للصراعات الشخصية التي تمتد في أوصالها وتكبلها، وربما تعود بها للخلف، وتهدم الكثير من إنجازات «الأزرق» التي كنا كخليجيين وعرب نباهي ونفاخر بها. أذكر في بداية الرحلة الإعلامية من هنا.. من الكويت، أن الأمر لم يكن كما هو هذه الأيام.. زمان كان التسامح والكل هو عنوان الكل وشأن الجميع.. كان كل واحد من أسرة الكرة والرياضة الكويتية، على استعداد أن يضحي، وأن يسامح من أجل كرة الكويت.. كانوا فعلاً أسرة واحدة، يربطها كل ما يربط الأسرة.. لم تكن تلك التحزبات ولا التصنيفات، ولا الانقسامات التي أصبحت هذه الأيام من سمات المشهد الكروي الكويتي. منذ أن جئت إلى الكويت، وأنا أجلس مع أصدقاء رياضيين وإعلاميين كويتيين، وأتابع ما ينشر هنا وهناك، وما تبثه البرامج التلفزيونية، واندهشت من عمق الشرخ الذي حل بكيان الكرة الكويتية، لدرجة أن هناك من لا يسعدهم رفع الإيقاف، وهناك من يستعدون للدخول باللعبة في أزمات جديدة.. أعتقد أن هذا سبب كاف لتظل الكرة الكويتية تراوح نفسها وربما تتراجع، لأنه لا أحد يحبها، ولو أحبوها لأحبوا بعضهم أولاً. حققت كرة الكويت ما حققت من قبل لأن شخوصها ورموزها.. مسؤولين وإداريين وإعلاميين، كانوا يحبون بعضهم.. اللاعبون يتكررون مع كل جيل والكرة هي الكرة، والإمكانيات الآن أكبر بكثير مما كانت عليه في الماضي، ولكن المردود ربما ليس كما كان، لأن أساس المعادلة وهم الناس ليسوا كما كانوا. الجمهور لا يعنيه هذا أو ذاك.. تعنيه كرة بلاده وإنجازات بلاده، ولا تصدقوا أن الجمهور لا يرى، ولا يعرف، ولا يصنف هو الآخر.. الفرصة لا زالت قائمة لتعودوا كما أنتم، ولتعود كرة الكويت كما كانت.. أحبوا بعضكم واتحدوا من أجل هدف واحد، واتركوا الصراعات لأنها تصعد بكم إلى الهاوية. ** كلمة أخيرة: الأهداف العامة.. لا يمكن أن تتحقق من مصالح شخصية