عندما يواجه منتخبنا الوطني مساء اليوم نظيره السعودي، لا بد أن يدرك تماماً، أنه يواجه «الأخضر» بكامل قوته وعنفوانه، بقيمته واسمه وتاريخه الكبير، هو لا يواجه كما قيل فريقاً رديفاً، جاء منقوصاً من أهم لاعبيه ونجومه، فكل من يمثل السعودية يتحول إلى مقاتل شرس في أرض الملعب، وراجعوا مباراة الافتتاح لتتأكدوا مما ذكرت، فهي المواجهة الأقوى والأهم وخطوة جدية في طريق الحلم. نعم حققنا فوزاً مهماً على المنتخب العُماني في بداية المشوار، ولكنه انتصار أشبه بجرس إنذار، فلا يمكن أن نراهن كثيراً على المضي قدماً بهذه البطولة، إذا واصلنا بالمستوى نفسه، وإذا لم نراجع حساباتنا ونعيد ترتيب أوراقنا، فمثل هذه المستويات التجارية قد تمنحك الفوز مرات قليلة، ولكن من المستحيل أن تذهب بك إلى قمة الهرم ومنصات التتويج. كل الظروف متشابهة، ولا أفضلية بهذه البطولة لمنتخب على آخر، الجميع يطمح ويسعى للمنافسة، والكل لم يحظَ بفرصة كافية من الاستعداد والتجهيز، لذا تبدو التكهنات غير منطقية أبداً، ومن خسر بالأمس قادر على العودة اليوم وتصحيح أوضاعه، أما الذين فازوا فقد تتلاشى قيمة انتصاراتهم إذا لم يدعموها بنقاط إضافية تقربهم من التأهل إلى المربع الذهبي. «الأبيض» مطالب اليوم باللعب والتفوق على منافس دخل إلى البطولة بأقل ضغوط ممكنة، ولكنها زادت بالتأكيد بعد فوزه في مباراة الافتتاح، وكلنا ثقة أن لاعبي منتخبنا لا يزال في جعبتهم الكثير الذي لم يقدموه بالأمس، وكلنا ندرك أننا نمتلك لاعبين قد يكونون الأكثر تميزاً وموهبة بين بقية المنتخبات المشاركة، وعليهم إثبات تلك النجومية والتميز واستعادة جزء كبير من ذكريات التألق التي غابت وما زلنا بانتظار عودتها. مباراة اليوم قد تكون «مفترق طرق»، فالفوز فيها قد يعني قدماً أولى في الدور نصف النهائي، أما الخسارة لا قدر الله، فقد تدخلنا في حسبة برما نحن في غنى عنها، ندرك تماماً أن هناك ظروفاً خارجة عن إرادتنا حرمتنا من مجموعة من أهم الأسماء، وأن التشكيلة المختارة لم يكن في الحسبان الزج فيها بهذا الشكل في مسابقة تنافسية بحجم كأس الخليج، ولكن هذا هو شأن كل المنتخبات، وقد نملك عناصر ولدينا من العوامل ما يرجح كفتنا عن البقية، والمهم أن نخوض مباراة من أجل الوطن، فنحن اليوم لا نباري «الأخضر» السعودي بقدر ما نطارد أحلامنا، لنعانقها ونتشبث بها لتحلق بنا.