الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الملاعب الخليجية.. من «رملية» إلى «عالمية»

الملاعب الخليجية.. من «رملية» إلى «عالمية»
25 ديسمبر 2017 03:32
منير رحومة، معتز الشامي (الكويت) 47 عاماً مرت على انطلاقة أول نسخة لكأس الخليج، حيث شهدت على مدار 22 نسخة، التنقل بين الملاعب، من دولة إلى أخرى، ويبقى في الذاكرة العديد من المنشآت والملاعب التي ارتبط اسمها بكأس الخليج، سواء ما تم افتتاحه على هامش البطولة، وأقيمت أولى المباريات عليه بـ«بصمة خليجية»، أو شهدت تتويج المنتخبات بالكأس الغالية. تبقى المنشآت والملاعب، الإرث الذي تتوارثه الأجيال، واحداً بعد الآخر، والفارق شاسع بين أول نسخة أقيمت عام 1970 في البحرين على ملاعب رملية، وبين استادات كبيرة ظهرت بها، منها استاد جابر الأحمد الدولي بالكويت الذي ولد في كأس الخليج، وتتسع مدرجاته 60 ألف متفرج، وعاصر العديد من البطولات?. ما يقرب من 5 عقود من الزمان، مرت ما بين ضربة البداية و«خليجي 23» بالكويت، والفارق كبير، ويعكس الواقع الذي عاصرته المنشآت الرياضية التي احتضنت كأس الخليج، وتعكس التطور الذي تشهده جميع الدول الخليجية على الصعيد الرياضي. أسهمت كأس الخليج في تسليط الضوء على القطاع الرياضي، وحثت القائمين على الدول على منح المنشآت الرياضية أولوية، ليتم تشييد ملاعب بمواصفات عالمية، منها استضافة منافسات عالمية وقارية، وأخرى قادرة في أي لحظة على تلبية نداء أي بطولة مهما كان حجمها?. وتقام كأس الخليج الحالية على استاد جابر الدولي الذي يعتبر تحفة معمارية فريدة، حيث يضم إلى جانب ملعب كرة القدم، 4 طوابق تحتوي على العديد من المرافق على غرار القاعة الشرفية وقاعة كبار المسؤولين وغرف الصحافة المكتوبة والقنوات التلفزيونية?. ووضع حجر الأساس لبناء استاد جابر عام 2005 على مساحة 400 ألف متر مربع، ويضم إلى جانب ملعب كرة القدم، مضماراً لألعاب القوى، وحوض سباحة، وغرفاً للاجتماعات?. وجاء افتتاح الملعب في 18 ديسمبر 2005، ووقتها شارك في المباراة الاحتفالية، البرازيلي رونالدينيو، والبرتغالي لويس فيجو، والإسباني بويول، والفرنسي روبير بيريس والحارس الألماني ينز ليمان، والأوكراني أندري شفتشنكو والإنجليزي بول سكولز، بقيادة المدرب الإيطالي فابيو كابيلو، ?إلا أن الملعب بقي خارج نطاق الخدمة، لإيقاف نشاط كرة القدم في الكويت من «الفيفا»، قبل رفعه بعد عامين تقريباً، ليكون الملعب على الموعد مع كأس الخليج، أولى بطولاته الرسمية?. ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي يتزامن فيها تدشين منشأة رياضية، مع كأس الخليج، ومن أجل إقامة كأس الخليج السادسة في الإمارات عام 1982، تم إنشاء مدينة زايد الرياضية التي استقبلت أولى بطولاتها الرسمية من بوابة كأس الخليج، وكانت المدينة وقتها على مستوى الحدث، وأصبحت من أضخم المنشآت الرياضية على مستوى الخليج?. وتضم مدينة زايد الملعب الرئيسي الذي يتسع لـ43 ألف متفرج، وتبلغ مساحتها الكلية 12 مليون قدم، ومرت بثلاث مراحل رئيسية، انتهت الأولى عام 1980، وتضمنت بناء الملعب الرئيسي، وتجهيز الاستاد بمحطات للتصوير والنقل التلفزيوني عبر الأقمار الصناعية، ومبنى للخدمات العامة ومحطات الطاقة الكهربائية، تؤمن الإنارة للملعب في حال انقطاع التيار الكهربائي، وتزويد الاستاد بشبكات ري إلكترونية، ?وبعد كأس الخليج وبحسب المناسبات المتنوعة، تم إنجاز مرحلتين أخريين للمدينة، منها بناء صالة للتزلج على الجليد مساحتها 6 آلاف متر، وتضم حلقة للتزلج مساحتها 800 متر، وإنشاء مقر خاص للهيئة العامة للشباب والرياضة، ومقر لاتحاد كرة القدم، والهيئات الإدارية الخاصة بالمدينة الرياضية، كما تم بناء صالة خليفة للبولينج، ومجمع ملاعب للتنس يشمل ملعباً رئيسياً يتسع 5000 متفرج وغيرها?. كما شهدت كأس الخليج بنسختها التاسعة التي أقيمت عام 1988 في السعودية، حدثين مهمين في آن واحد ألا وهما افتتاح الدورة التاسعة لكأس الخليج وافتتاح استاد الملك فهد الدولي الذي شيد خصيصاً للبطولة، وأقيمت عليه مباريات الدورة?. ومع مرور السنوات أسهمت كأس الخليج في تطوير العديد من الملاعب، منها استاد البحرين الوطني، وملعب 22 مايو بمدينة عدن اليمنية، وعرفت الدول الخليجية إقامة ملاعب في مدن أخرى غير المستضيفة لبطولات الخليج، ومن أبرزها استاد هزاع بن زايد في العين، واستاد الجوهرة المشعة في جدة وغيرها?. وأجمع خبراء من الكرة الخليجية بأهمية كأس الخليج في تعزيز عملية تطوير المنشآت الرياضية وتحقيق نقلة نوعية كبيرة خلال العقود الماضية، موضحين أن الدورات جذبت الجماهير وكسبت صخباً إعلامياً وتغطية واسعة على الصعد كافة، وهو ما أدى إلى مرافقتها بالاهتمام بالرياضة عموماً، وتطورت الملاعب لتصبح الكرة الخليجية تحتوي باقة متنوعة من الملاعب. واعتبر الخبراء المتخصصون أن تكييف الملاعب الخليجية يعتبر خطوة إيجابية، لكنه ليس ضرورة قصوى في ظل إمكانية تكييف روزنامة النشاطات، بما يتلاءم مع طبيعة المنطقة، وبمقارنة مع بقية دول العالم التي يتوقف فيها النشاط تدريجياً في أشهر من السنة، تماشياً مع حالة الطقس التي تصاحبها هناك الحرارة المنخفضة أو الأمطار أو الثلوج، أو حتى ارتفاع درجات الحرارة، لتكون «الروزنامة» بحسب التوقيت المناسب دون حاجة لإقامة ملاعب مكيفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©