* قبل رمضان تظهر فجأة التقوى على بعض الناس، ويظهر التسامح، خاصة بعد الإفطار، وبعضهم يطلق يده قليلاً فيعطي قليلاً من كثير مما أعطاه الله، وبعضهم يقاتل لكي لا تفوته عمرة رمضان، وكأنها مظاهر يختص بها رمضان، لا ديننا الحنيف، بعض الناس يتمنون لو يختصرون السنة في شهر، وكفى الله المؤمنين شر القتال! * السيدات الكريمات، والأخوات المؤمنات، ترا من يهلّ الشهر الفضيل تكثر أسئلتكن الماسخة، مثل أكل بعضكن، وتزداد أسئلة الشهر الفضيل عن النواحي العائلية الحميمية، وبعضكن يتمادى في السؤال، وكأنه فيلم هندي ملون، يجعلن بعض مشايخنا «ايورطون»، وترى تفاحة آدم في صعود وهبوط بشكل غير منتظم، خاصة أن بعض مشايخ الدين ما يصدق حرمة تسأله عن حرمة بعض المواضع، وكيفية تفادي الزلل والشطط واللمم في شهر التقوى والغفران، فيرجّع إمام التلفزيون مقالها، مع شروحات من عندياته، فتصبح المسائل خارج نطاق السيطرة، الحين عندكم السنة بطولها، ما جاز لكم إلا هذا الشهر السريع، لو تقسم ساعاته، تجد نفسك متعادلاً مع اليوم، بين ساعات المسلسلات، وساعتي صلاة التراويح، والخيمة الرمضانية تبا لها كم ساعة، وساعات الدوام المسروقة، ما يرجع الواحد البيت إلا وهو يتثاءب عند باب الكراج! * ترى كيف سيكون رمضان عند جيلنا القادم بعد عشرين سنة؟ أكيد لن يظلوا يضحكون عليهم بباب الحارة، ولا بالمسلسلات التاريخية التي يشبه أبطالها إنسان الغاب بملابسه الواسعة والثقيلة وبعمائمه التي تشبه الزَلّ الأفغاني، وبتلك اللغة المتخشبة، أو بالمسلسلات البدوية التي تتنافى وتعاليم ديننا الإسلامي، وتعد من العادات والتقاليد العربية الجاهلية أو بالمسابقات الرمضانية الكريمة مالياً، الضعيفة معلوماتياً، هل سيشاهد التلفزيون أصلاً؟ وكيف ستكون لقاءاته وحواراته المسائية؟ بالتأكيد ستكون عبر النقّالات ما فوق الذكية، وفي مساحة فضائية افتراضية، ما في زيارة رحم، إلا من رحم ربي، وإلا بتفطر الجمعة عند جدي وجدتي، لأن الجد والجدة ستجدهما فيهما نضارة وبعافية وقادرين على التواصل إلكترونياً، لا كحة ولا ركبي توجعني أو عيال ولدي ما خطفوا علينا، لا بإمكانهم أن يتفهموا الوضع، وبروح شبابية! * من الآن تجد البيوت تعد أكلها الزائد عن اللزوم، لا عن الحاجة، فتكدس ما في الجمعيات في مستودعاتها ومطابخها، وما أن يبدأ رمضان حتى يصير الرمي في صناديق البلدية الكبيرة! * في ناس من الآن تشحذ يدها للطلب، وتدبر أسباب قاتلة للشحاذة الرمضانية، وتعد عدة النصب الخيري!