أن تفوز وأنت لست على ما يرام.. هذا جيد للغاية.. أن تنجح ولو في الدفاع حتى، وتهدد مرمى المنافس، وتصبح قريباً من زيادة غلتك، فهذا ليس معناه أنك ضعيف بل إنك أقوى مما تبدو عليه. هكذا كان «الأبيض» أمس الأول أمام شقيقه العُماني في مستهل مباريات الفريقين بـ «خليجي 23» المقامة في الكويت، والتي عبرها «الأبيض» بهدف نظيف، رغم تباين أدائه على مدار الشوطين وتراجعه في بعض الفترات. يجب عدم النظر أبداً إلى ضربة البداية، أو أية مباراة، باعتبارها تجسد واقع الفريق، فالحقيقة أن «الأبيض» لم ينسجم كما ينبغي، لا بين لاعبيه، ولا بينهم وبين مديرهم الفني الجديد، الإيطالي زاكيروني الذي لا يزال يستكشف اللاعبين فعلياً، وقدره أن ذلك في بطولة رسمية ومهمة للمنتخب، كما هي مهمة وفارقة لدى كل المنتخبات الخليجية، ومنها بالطبع المنتخب العُماني الذي كان نداً قوياً. ثلاث نقاط في بطولة الخليج تساوي الكثير، من هنا يجب أبداً عدم التقليل من الفوز، لأن كل فوز في تلك البطولة بالذات يمنح الفريق، ربما أكثر من خطوة إلى الأمام، كما أن أي خسارة تبعده أيضاً خطوات عن استكمال المشوار. أعتقد أن منتخبنا يقف على أعتاب فرصة تاريخية في هذه النسخة من البطولة، ليس فقط لأنه فارق في قدراته وإمكانات لاعبيه، ولكن لأن المنتخبات الأخرى لديها من الثغرات ما يمكن «الأبيض» من عبورها، ويمكن القول إن المنتخب العُماني من أكثر منتخبات البطولة جاهزية، وليس بمستغرب أن نلتقيه في محطة أخرى من منتخبات البطولة، و«الأخضر» السعودي ورغم الفوز في ضربة البداية على «الأزرق» صاحب الأرض، إلا أن ذلك لا يمنع حقيقة أنه يلعب بالصف الثاني، والكويت عادت لتوها إلى حلبة المنافسات وخرجت من أسر الإيقاف منذ أيام، و«أسود الرافدين» يعيشون أزمة اللجنة الأولمبية، واليمن لديه ما يكفيه، والبحرين تبحث عن لقب استعصى عليها طوال عمر البطولة.. باختصار منتخبنا مؤهل للمضي بعيداً، ومع دخوله الأجواء وتجاوز حمى البداية قد نرى غير ما رأينا. وبعيداً عن الفوز الأول لمنتخبنا، أبارك للكويت حفل الافتتاح الناجح، الذي أبدعت فيه رغم ضيق الوقت، وكان حضور أمير الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، من أهم المشاهد في حفل الافتتاح، لأن ذلك يعكس ببساطة ما تمثله البطولة لأهل الخليج من أعلى مستوى، وحتى الجماهير التي احتشدت في المدرجات أمس، تزف بطولتها وتفرح بها. صادق الأمنيات بالتوفيق للمنتخبات الخليجية في رسم صورة تعكس الصورة الحقيقية لكرتها، وتعزز من وجود البطولة التي كانت ولا تزال عبر تاريخها الممتد لقرابة خمسين عاماً، كأس عالمنا الأجمل، وكل الدعاء للأبيض بالمضي حتى النهاية ليحقق للإمارات ما تستحقه وتنتظره. ** كلمة أخيرة: الفوز يكفي للتوقف عن كل الأسئلة.. هو الإجابة والعنوان حتى إنْ تحقق بشق الأنفس