الطفل نقطة البداية ولا نهاية في بناء الإنسان، ومن ثم المجتمع والعناية بالطفل هي حماية للمجتمع وعناية بمستقبله ورعاية لحاضره، الأطفال الأصحاء هم الرجال النجباء، هم الغد المشرق الذي يضاء بمصابيح أهل العقل السليم والقلب القويم والروح المتعافية من أي ذنب أو عقدة تؤرق المضاجع. وتأتي التوجيهات الكريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس دائرة القضاء لتصب في نفس النهر ولتعطي نفس النهل، وتقدم للطفل كما للإنسان في الإمارات مسافة واسعة للتحرك ضمن أطر المعرفة والحقوق المكتسبة، والتي لا يمكن التفريط بها إذا أردنا أن ننشئ طفلاً معاً ومجتمعاً قوياً، لا تعكر صفوه شائبة، ولا تكدر مساره خائبة، جهة للطفل تعني شجرة ظليلة وارفة الفيء، يحتمي بها الطفل من لظى الكبير، وهي غرفة مضيئة يسترخي فيها الصغير ليجد نفسه في أمان واطمئنان واستقرار نفسي يجعله قوي الشخصية، ثابت الخطى، واثق الفكرة لا يزعزعه خوف ولا يفزعه إرهاب، هذه الجهة ستكون السقف المحلي من الغبار والسعار، وستكون المكان الذي يتنفس فيه الطفل هواء نقياً غير ملوث ولا معكر بعاتيات الزمن. هذه الجهة تؤكد أن الإمارات ذاهبة نحو المنطقة المعشوشبة بالحب المزدهرة بالعلاقات الإنسانية الصحيحة، وبالقدرات البشرية الفائقة، القادرة على بناء مجتمع متصالح مع نفسه ومع الآخر، وهذه هي القيم الحضارية التي تسعى إليها المجتمعات المتقدمة لتقدم نفسها للعالم، كوعاء إنساني شفيف عفيف، يطرق أبواب المستقبل بفؤاد معافى مشافى من درن الشقوق والحروق الاجتماعية. هذه المختصة بالطفل ستكون الدرع الحصين والمكان الأمين الذي يحتضن مشاعر الطفل ويرعاها ويضعها عند الرمش والعين، كي لا ينحرف بها بعض المصابين بالأمراض النفسية نحو مسارات مريضة وحارات مشوهة. هذه الجهة تعبر عن مدى اهتمام القيادة بالإنسان وبشؤونه وشجونه ومدى سهرها على إسعاد الناس ، وأول الناس هم الأطفال لأنهم الأكباد التي تمشي على الأرض، ولكي ينشؤوا أصحاء لابد أن تمهد لهم الأرض، وتعبد بالقيم الأخلاقية العالية، هذه الجهة المنطقة التي سيبصرها الطفل ويرى فيها أعشاب الحياة تنمو بشكل طبيعي من غير طرق مصطنعة، وسوف ينشأ على أساسها كائناً محباً عاشقاً لنفسه ولسواه من بني البشر. إنها الفكرة التي ستزهر أطفالاً ترتسم الابتسامة على وجوههم عند كل صباح.