نحتاج إلى العامل كما يحتاج إلينا، وقاسمنا المشترك سد الحاجة لذلك، فإن الاهتمام بالعامل، وحمايته ورعايته والعناية به، هو ما يمليه علينا الضمير، وقيمنا وأخلاقنا ومبادئنا وثوابتنا الإنسانية. الإمارات بفضل هذه السياسة، استطاعت أن تحقق منجزها الحضاري بجدارة واقتدار، كما وأصبحت واحة للطير المرفرف باتجاه العشب القشيب. «العمالة في الدولة شريك فاعل في التنمية التي تشهدها الدولة»، بهذه العبارة أطلق معالي صقر غباش وزير الموارد البشرية والتوطين، كلمته الافتتاحية، ومن فحوى هذه العبارة نفهم أن بلادنا ماضية في ترسيخ القيم النبيلة، والأفكار الأصيلة، والمعاني الجميلة، التي تجعل من الإمارات، بلد المصدر لإنتاج الأفكار البناءة التي تمهد للإنسانية طريقاً جديدة، وتقدم للبشرية عصر تنوير يجلب للحضارة بياض الموجة، وزرقة البحر، واخضرار خصلات النخل، بهذا السلوك الحضاري، تفترش الإمارات شرشفاً ناعماً دافئاً للعامل الذي ترك أهله ووطنه وجاء باحثاً عن لقمة العيش، وها هو الآن يتربع على عرش سعادته ومتعته، ساكناً آمناً، منعماً بالحرية والطمأنينة، وحنان الأرض التي تؤويه. في الإمارات العامل يجد حقه قبل أن ينشف عرقه، فهو مصان في صحته الجسدية والنفسية، تحتفي به كضيف يلاقي حسن الضيافة، من دون تكلف أو تزلف.. في الإمارات، أصبحت شجرة العمال متفرعة في جل مفاصل العمل اليومي، وعلى الرغم من أن الجزء الأكبر من العمالة ينضوي تحت لواء الشركات، والمؤسسات الخاصة، إلا أن الدولة تقف دوماً بالمرصاد لأي مخالفة أو تجاوز بحق هذه الشريحة، فقد سنَّت التشريعات والقوانين بحق العمال، إيماناً من الدولة أن الاهتمام بالعمال، والعناية بحقوقهم، هو جزء لا يتجزأ من فكر الحكومة وفلسفتها في التطور والنهوض بالوطن، لأنه ما من شك في أن العامل الذي لا يجد العناية بحقوقه، فلن يلقي بالاً بمسؤولياته، وبالتالي لا يخسر إلا الوطن، كما أن هذا الاهتمام بالعامل، هو نتيجة مباشرة، لفهمنا للدين ووعينا بأهمية الاهتمام بالإنسان أياً كان، لأنه العمود الفقري للتنمية، ولأنه الشريك الأساسي في صناعة المستقبل، ولأنه لا يمكن صرف النظر عن حقوق العامل، وانتظار علاقة سوية، بينه والمؤسسة التي يعمل لمصلحتها. الإمارات اليوم أصبحت الوجهة الأولى المفضلة لدى الراغبين في العمل، بفضل هذه السياسة، وهذا النهج، وهذا المبدأ، وهذا الثابت الذي لا يتحوَّل مهما تغيَّرت ظروف العالم وتبدلت أحواله، فالإمارات تنطلق من قيمها الذاتية، ومن تعاليم الإسلام الحنيف. الإمارات تقدِّم نفسها اليوم، بهذا المشهد الحضاري، وهي تحث الخُطى نحو المستقبل مستفيدة من إرثها الحضاري، ومعطيات واقعها الرائع وطموحات شعبها المثابر. الإمارات تقدم كل ذلك لأنها فقط الإمارات.. الاستثنائية في كل شيء.