الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«إجاوا» رومانسية وجمال مطر «خفيف الروح»

«إجاوا» رومانسية وجمال مطر «خفيف الروح»
20 ديسمبر 2017 22:35
غالية خوجة (دبي) الفن الياباني يعكس محليته الفنية بقصائد (الهايكو)، ولغة المنمنمات وحروفها وزهورها، وهو ما كان واضحاً في المعرض الذي أقامته ندوة الثقافة والعلوم في مقرها بدبي، والذي صاحب مسرحية «خفيف الروح» للكاتب والمخرج المسرحي الإماراتي جمال مطر، بحضور إبراهيم بوملحة مستشار حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية، ومحمد المر رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد، وسلطان السويدي رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، والكاتب عبد الغفار حسين، وشخصيات ثقافية ومهتمة. في معرضها الفردي، شكّلت الفنانة اليابانية (مكي إجاوا/‏ Meki Igawa) من الخط الياباني لوحات تُقرأ من اليمين والأعلى إلى الأسفل، وكأنها بناء قابل للتشكيل والتخيّل والتساؤل عمّا يتحرك بين كتلة الحرف والفراغات، لا سيما أنها نوعت في طريقة الكتابة الثلاثية: (هيداكانا/‏ الأبجدية السهلة التي يتعلمها الأطفال)، و(أتاكانا/‏ الأبجدية التي يتعلمها غير الناطقين باليابانية، و(كانجي/‏ الأبجدية اليابانية للناطقين بها). وتألف المعرض من الرسم بـ(الحروف) كلوحة (دبي)، والرسم بـ(الكلمات) كلوحة (القمر)، التي قالت عنها (إجاوا): القمر المختبئ خلف الغيوم مزاج اليابانيين، ورومانسية عوالمهم الحالمة المتأمّلة.ثم عُرضتْ مسرحية «خفيف الروح» للكاتب والمخرج المسرحي الإماراتي جمال مطر، وهي مسرحية تجريبية، اتسمت بسينوغرافيا بسيطة عميقة تألفت من الإضاءة والكرسي والموسيقى وعناصر أخرى، بطلاها (الحارس، ومثّل دوره طلال محمود)، و(ماسح الأحذية، ومثّل دوره جمال السميطي)، مكانها (البنك)، مدتها (40) دقيقة، مشهدها الافتتاحي موسيقى، وأحداثها تدور حول تداعيات الوحدة والعزلة والدوام الليلي لحارس البنك، الذي يجد فجأة ماسح الأحذية ودراجته الهوائية قد دخل إلى البنك باحثاً عن مسمار من أجل إصلاح حذاء مدير البنك، ولا يجد إلاّ كرسياً خشبياً، فيفحصه ليأخذ منه المسمار، لكن الحارس يفاجئه أيضاً: من أنت؟ فيجيبه: لا أدري. وبهذا السؤال والجواب تفتح المسرحية تأويلات التفسير للمتلقّي، الذي يتابع الحكايا المتواصلة للشخصيتين طوال الليل، من حديث يومي، وهموم، وزوجة موجودة ومفقودة في آنٍ معاً، ومنطوقٍ رومانسي أقرب إلى الشعرية، وأحلام تريد الخروج من الكآبة إلى حياة أخرى أفضل، وبين حوار (ديالوغي) وحوار (مونولوغي)، تتداخل الشخصيتان، تتصارعان وتهدآن، فيعلو الصراخ تارة، والصمت تارة ثانية، والحالة النفسية تارة ثالثة، والموسيقى تارة رابعة، وتشتبك الحالات لتكشف عن الزيف الذاتي والاجتماعي، والأقنعة. وعن هذه الأبعاد الإشارية والمباشرة، أكد مطر لـ«الاتحاد»: إنها صراع بين السرعة والتغيير والفكر المتحرك وبين الثابت في مكانه الذي يصادرهُ الوهم نتيجة العزلة والتكرار اليومي والعمل الليلي، فيستخرج من دواخله وتهيؤاته ورتابة حياته، ووحدته، شخصيةً أخرى يحاورها، يتنازع معها، باحثاً عن حياة أفضل لكنها محكومة بالخوف من المجهول.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©