شتاء الإمارات دائماً هو الأجمل والأروع عن سائر الفصول، إنها الفترة المفعمة بالفرح والسرور بالحياة والوقت في ربوع بلد يزينه الشتاء بما يبعثه في الصدور من ابتهاج، كل شيء يتغير نحو الجمال والزهو والفرح، اعتدال في الطقس وتغير كبير في البيئة الصحراوية والجبلية والسهول، بل حتى السواحل تزدان بالأفراح والبرامج الشتوية الجميلة، تنفرج الحياة وتصبح الشواطئ والساحات والحدائق مكاناً مبهجاً ورائع المنظر، بل حتى الشوارع والأماكن العامة تتسابق فيها البرامج الترفيهية، ويزيد من هذا المظهر والمنظر جمالاً سماء الإمارات التي تتحول إلى شيء آخر، فهي بين الغائمة بصورة دائمة أو ممطرة بين فترة وأخرى، هذا التغير الرائع يجعل الإمارات زاهية أكثر ورائعة أكثر في نهارها وأماسيها، تسري فرحة كبيرة عند الناس بهذا التغير البديع، في هذا الزمن الذي تغير فيه كل شيء وازدان فيه كل شيء، فطن الكثيرون من أصحاب المشاريع السياحية الكبيرة والصغيرة إلى استغلال هذه المناخات البديعة التي تصاحب أجمل فترة في الإمارات، وهي إطلالة فترة الشتاء، بأن يعطوا فرصة أكبر للناس في التعرف على البيئات المختلفة، والوصول إلى أماكن جميلة ورائعة لم تكن في الماضي قد حصلت على الاهتمام والتعريف وقيام المشاريع السياحية فيها، خاصة الجبال والوديان والمناطق الداخلية من الإمارات التي تتحول في هذه الفترة إلى مكان رائع الجمال، مزدهر بالخضرة والأشجار الموسمية التي تأتي مصاحبة لهذه الوقت وطارحة أروع المناظر وأجمل الأزهار البرية، جبالنا منذ أقدم العصور، وهي تزدان جمالاً في فترة الشتاء، ولكن لم تنل الاهتمام الرائع الذي تناله هذه الأيام، بعد أن عبدت الطرق وسيّرت المواصلات وعمّرت المساكن لأهل القرى ودعّمت المزارع واستقر ناسها الذين اجتهدوا في العمل في بيئاتهم ودعموها بالاستقرار فيها وعدم هجرتها، وزاد على ذلك دائرة التواصل الإعلامي والثقافي بين المدن وتلك المناطق البعيدة. ويأتي المطر باعثاً الحب والجمال والفرح في صدور الجميع، وناشراً الحبور والسعادة التي تدفع الجميع لأن يستقبلوا هذا الضيف الجميل بأن يخرجوا فرادى وجماعات لملاحقة ظلال السحب وزخات المطر أينما اتجه مساره وأسقط ماءه وخيراته، في صحراء الإمارات الجميلة أو سهولها أو جبالها أو الوديان والسيوح، هذه السيمفونية التي يعزفها الشتاء عبر هبوبه المتنوع وأمطاره التي تروي النفوس بالزهو والحب والسعادة والجمال، لوحة بديعة يقدمها الشتاء ويكمل زينتها المطر والغيوم، وتنشد لها معزوفة الفرح طيور النورس البيضاء، ما أروعها من فترة وما أبدع منظر هطول المطر!