الزيارة الأخوية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة، ولقاؤه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، تجيء لتؤكد ثوابت رؤى القيادة الإماراتية نحو مصر، وثقلها ومركزها في قلب ووجدان كل إماراتي. رؤية لخصها سموه بالتأكيد على أن استقرار مصر هو استقرار ليس للخليج فحسب، وإنما المنطقة والعالم بأسره. زيارات تتواصل، ولقاءات تتجدد، تلتقي حول هدف واحد، يتعلق بكل ما فيه الخير للبلدين والشعبين الشقيقين، وتؤكد وقفة الرجولة والشرف والعز والمجد مع مصر وشعبها العظيم في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها، واعتقد بعض الأقزام أنهم قادرون على تركيع مصر، وسلب دورها الريادي والتاريخي في غفلة من الزمن خلال خريفهم الأخرق وسط ضجيج شعاراتهم الجوفاء. وفي كل زيارة من زيارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد إلى مصر تضاف لبنة جديدة إلى لبنات صرح العلاقات، والروابط التاريخية مع مصر، صرح وضع لبناته وقواعده الأولى القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الرجل الذي غرس فينا حب وعشق مصر والوفاء لها، وعلمنا أن محل مصر للعرب كموضع القلب من الجسد، فلا حياة لجسد بلا قلب أو روح، وعلمنا «إذا لم تأت مصر للعرب فعلينا الذهاب إليها»، وعلمنا أن «البترول العربي ليس بأغلى من الدم العربي». وعندما يزور الشيخ محمد بن زايد مصر، فذلك لتأكيد هذا الموقف الإماراتي التاريخي تجاه الشقيقة مصر، وتجيء بعد زيارته الشهر الماضي لأرض الكنانة، وأمر خلالها بتخصيص 4 مليارات دولار دعماً لمصر، إلى جانب التسريع في إنجاز حزمة المشاريع الإماراتية ضمن البرامج الإنمائية في مختلف محافظات الشقيقة الكبرى. زيارة سامية يتجدد ويتعزز فيها ومعها الدعم ويتجلى كل التضامن والموقف الأخوي والمبدئي، الثابت كالطود الأشم مع مصر التي يريد بعض الُتبع أشغالها في معارك جانبية، واعتقد نفر وشراذم من خفافيش الظلام، وبقايا «إخوان الشياطين» أنهم قادرون على النيل منها، وتعطيل مسيرة التنمية فيها بأعمالهم الإرهابية القذرة والخسيسة. لكل هؤلاء الأقزام والُتبع نقول إن مصر لن تسقط، فالمحروسة محروسة بعين الله وسياج متين عصي الاختراق بنته سواعد الشرفاء فيها، وهي في قلب وعين كل محب ووفي لمصر، ونفخر أن الإمارات في مقدمة الصفوف.