الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أربع مداخلات حول مضامين عروض المسرح الصحراوي وأشكالها

أربع مداخلات حول مضامين عروض المسرح الصحراوي وأشكالها
17 ديسمبر 2017 23:20
عصام أبو القاسم (الشارقة) تواصلت مساء أمس الأول، فعاليات اليوم الثالث من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي الذي تجري فعالياته في منطقة الكهيف، وتابع الجمهور في الفترة الأولى مسامرة فكرية قبل أن تهطل الأمطار بغزارة في موقع المهرجان، وهو ما حمل إدارة المهرجان إلى تأجيل العرض الموريتاني الذي كان مبرمجاً؛ على أن يقدم في التالي صحبة عرض اليوم الختامي للمهرجان (أمس الأحد). تحدث في بداية المسامرة الفكرية التي جاءت تحت عنوان «مضامين المسرح الصحراوي وأساليبه: بين الكائن والممكن»، الباحث اللبناني عبيدو باشا، وتطرق إلى البعد التخييلي للصحراء كمجال اجتماعي وثقافي بكر في حاجة إلى قراءته على نحو عميق لا بتسطيح وتعجل، مشيراً إلى أن مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي فرصة سانحة للعرب لكي يقدموا إضافتهم التي تعبر عن هويتهم إلى ذاكرة المسرح في العالم، ودعا إلى الإيمان بالتجربة من دون تسليم، موضحاً: «لأن التجربة فرصة تاريخية، لكي تقوم مرافق الاختلاف والبناء، هذه المرة من عند العرب»، وزاد: «يكون المسرح الصحراوي أو لا يكون، مسرح ظاهرة، نهاية عصر استعمار، نتحرر به من الكتابات الأولى». وتوقف باشا عند الجهود التنظيرية السابقة للمسرحيين العرب وقال: اشتغل الرفاق على الحكواتي والمداح والراوي ومسرح الشاطئ والمسرح الاحتفالي، أصدروا بيانات أقرب إلى بيانات الانقلابات، غير أنهم ما لبثوا أن عادوا إلى الشكل الأول، لأنهم في عمليات التحول والتفاعل.. تجمدوا بالوهم، لأنهم رأوا في النموذج الآخر نموذجاً لا فكرة.. ولو إنهم ذهبوا إلى المسرح كفكرة لا كنموذج لما وقعوا بالتزمت والانقياد الفني..». وقرأ المخرج الكويتي ناصر كرماني تجربة مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي انطلاقاً من مفهوم «مسرحة المكان»، وتحدث عن الخصوصية الاجتماعية والثقافية للصحراء قبل أن يعدد جملة من مرئيات ومكونات الفضاء الصحراوي، ويسأل عن إمكانية أن تكون موضوعات أو مفردات ملهمة لصياغة عرض مسرحي؟ وتابع متحدثاً عن الثيمات التي يمكن للمسرح الصحراوي أن يوسع الاشتغال عليها: مجتمعات الصحراء تتوارث في ذاكرتها ثروة من المحكيات والأساطير والشعر والموسيقا والرقص والاحتفال وفنون التعبير والفرجة. وهذا الموروث الخصب يحمل كثيراً من القيم الأخلاقية والاجتماعية وروح الفروسية التي يمكن لها أن تشكل مادة غنية للاشتغال الدرامي..». وأضاف:«شخصية الإنسان الصحراوي المتسم بالعفة والنبل والشهامة والكرم وعلاقته بالطبيعة من حوله بالرمل والسماء والشمس والنجوم والفخر والشعر والخيل، هو كذلك مادة خصبة للتوظيف الفني..». ولفت كرماني إلى التحديات المتعلقة بالصياغة الشكلية لعروض المسرح الصحراوي، مشيراً إلى أن الطبيعة الصحراوية «متطلبة ومفتوحة والمساحة هنا لا تشبه الخشبة التقليدية، حيث تحتاج رؤى سينوغرافية وكيروغرافية حركية خاصة بطبيعة الحيز المكاني الصحراوي». أما مداخلة الناقد المصري أحمد خميس فقد غلبت عليها الأسئلة، حيث استهل حديثه بالقول إنه يقرأ تجربة المسرح الصحراوي انطلاقاً من فكرة انتقال المسرح إلى الأماكن المفتوحة، وهو يماثل في هذا الاتجاه تجارب مسرحية في مصر والمغرب ولبنان عمدت إلى التوجه إلى الجمهور في أماكنه: في الشارع في السوق وفي المقهى. المسرحي المغربي عبد الكريم برشيد، أشاد في مداخلته، بمبادرة الشارقة وقال إن إقامة هذا المهرجان تعد فرصة مثالية لإظهار وإبراز ثراء الثقافة العربية الصحراوية، مشيراً إلى أن المهرجان لا يأتي «كبديل لما هو قائم من أشكال مسرحية، ولكنه يأتي ليضيف إليها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©